أعاني من ضيق وتعب في كل أموري، فما الحل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دائما أشعر بضيق وتعب شديدين، ودائما ما أشعر أن أموري غير ميسرة، فمثلا أنا أعمل في منطقة تبعد عن مكان سكني 35 كم، وللأسف اجد صعوبة في المواصلات حيث أن دوامي من الساعة 8 صباحا إلى 4 مساء، وأنا مشترك مع شخص، لكنه للأسف غير ملتزم حيث كثيرا ما يتعذر أو تحصل معه ظروف، ويعتذر عن الدوام، والمواصلات مزعجة، فكرت في الانتقال إلى العمل في مكان قريب لسكني، لكن الموظفين سيئون وبعض الزملاء نصحوني أن أبقى ولا أنتقل، الآن أنا في حيرة.

غير ذلك للأسف جيران منزلي سيؤون، والبعض منهم أخلاقه غير جيدة، وكلما أفكر في الخروج من المنزل والانتقال لمنزل آخر أشعر بانقباض في صدري، وشعور أنه يجب أن أبقى على الرغم من سوء الجيران، وكذلك للأسف عندما أقبل على كثير من الأمور أجد صعوبة فيها، وأعرض عنها، حتى أني تعبت كثيرا من هذا الوضع، وضع العمل والمنزل وغيرها.

أحلم أحلاما مزعجة، ولا أرتاح في نومي، وأجد نفسي لا أرغب في مغادرة المنزل، وإذا خرجت سرعان ما أعود للمنزل، حتى أن هذا الوضع أثر على علاقاتي الاجتماعية، هل هذا الوضع طبيعي وله تفسير، أم إنه سحر أو حسد؟

صدقا لم أعد أحتمل، مثلا أريد شراء قطعة أرض قرب منزل أهلي، وأنا أعرف الحي والجيران حيث تربيت فيه، ولكن للأسف كلما أجد قطعة أرض أشعر بانقباض وخوف، وأن أمرا سيئا سيحدث، وأعرض عنها، وبعد ذلك أحدث نفسي لماذا رفضتها، وأنا أعرف الحي والجيران، وأعود وأبحث عن قطعة، وبعد أن أجد فيأتيني شعور الخوف والانقباض وأصرف النظر، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك وان يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: ما يحدث معك -أخي الكريم- هو أمر طبيعي يدور في فلك طبيعة الحياة التي خلقها الله على الابتلاء والكدر، هذه طبيعتها جبلت على ما فيها من حزن وسرور، وفرح وترح، والعاقل من يأخذها بحلوها ومرها، ويعلم أنه لا بد له فيها لأواء وضراء كما قال الشاعر:
جبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الآلام والأكدار
ومكلف الأشياء ضد طباعها ** متطلب في الماء جذوة نار

والمسلم له فلسفة في التعامل مع مثل هذه الابتلاءات، إنه يجتهد في دفعها قدر الطاقة، وما وقع من بلاء يصبر عليه وهو له خير كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وأن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".

ثانيا: ضيق الصدر وعدم الراحة والخوف والقلق إذا كان في الإطار الطبيعي فلا يقلق ولا ينبغي أن تخاف منه، لكن إذا تطور حتى أقعدك عن العمل وصرفك عن الناس فهنا تحتاج إلى وقفة لترويض النفس على الاعتدال.

ثالثا: عملك البعيد عن بيتك، وصاحبك وشريكك المتهاون، والمواصلات المزعجة، وطول الدوام أمور لا شك أنها مرهقة، ولا شك أنها متعبة، وحتما ستعود عليك بلون من ألوان التعب والإرهاق، لكن إذا نظرت إلى من ليس عنده عمل ويبحث جاهدا عنه علمت أنك أفضل منه، وأنك في خير وعافية، إذا نظرت إلى من يداوم يوميا في المشافي بحثا عن الدواء ولعله لا يجد علمت فضل الله عليك ورحمته بك، الخلاصة كلما نظرت إلى من هو أقل منك استقرت النفس وروضت، ولعل هذا بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمرواه الذي رواخ مسلم في صحيحه: " انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله . كما رواه غيره بلفظ : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم . وفي رواية: نعمة الله عز وجل .

رابعا: إننا ندعوك كلما أردت فعل أمر أن تصلي الاستخارة أولا ثم تستشير أهل الاختصاص ثم تتوكل على الله ولا تعبأ أبدا بخوف أو قلق، فإن الاستخارة أخي لا تفضي إلا إلى خير، وليس من شرط الاستخارة أن تجد راحة فتفعل أو تجد صدا فتترك، لا، الاستخارة متى صليتها افعل ما صليت لأجله وتقدم إليه فإن فتحت الأبواب فهذا الخير، وإن حالت بينك وبين ما أردت الحوائل فهو الخير لك.

خامسا: الحسد والسحر وغير ذلك قائم، لكننا لا نفضل أن تضخم من هذه الأمر فليس هناك ما يدعونا للقلق، ومع ذلك نرجو منك أن تحافظ على أذكارك صباحا ومساء ، فإنها حصن حصين من كل ذلك.

وفقك الله أخي ورعاك، وكتب أجرك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات