السؤال
السلام عليكم.
قبل أكثر من عام أحببت زميلتي في العمل، وقد صارحتها وقلت لها أني أنوي أن أتقدم لها بشكل رسمي بعد الاستخارة، لكنها رفضتني وأخذت قرارا بألا تتحدث معي، كي لا تبقي على أمل عندي ولا ألومها.
منذ ذلك اليوم دخلت في حالة حزن شديد واكتئاب لا يمكن وصفه، ولا زال الأمر كذلك حتى اليوم، أحببتها بدرجة لا تصدق، فعلت كل شيء من أجل أن أنساها، وقرأت في علم النفس والمشاكل العاطفية لأتخلص من حبها دون جدوى.
أدعو الله تعالى كل يوم بأن يجعلها تحبني ويجعلها من نصيبي رغم أني رأيت أنها شر لديني ودنياي، لكن أملي أن الله على كل شيء قدير، وأنه بقوة الدعاء سيجعل لي فيها الخير ويكرمني بحبها ويجعلها من نصيبي.
توقفت عن السعي لإقناع الفتاة من أجل كرامتي وتسليما بقضاء الله وقدره، لكن الدعاء حاولت كثيرا أن أتوقف عنه من باب أن ألتفت لحياتي ولأتخلص من الألم الرهيب بداخلي وليس يأسا من الإجابة، لكن في كل مرة أتوقف أعود لأدعو الله بها ويزيد يقيني أن الله سيستجيب في يوم من الأيام، ويجعلها لي ويجعل لي الخير فيها ويجعلها زوجتي الصالحة رغم ما يبدو عليها من عكس ذلك، ورغم أن كل الأبواب قد أغلقت بيننا، ورغم مرور عام كامل على القطيعة بيننا.
حاولت أن أنساها وحتى أن لا أدعو الله بها لكي أتجاوزها، وأشغل نفسي في أمور أخرى، وباستخدام العلم وبالتقرب إلى الله، فلا تطلبوا مني نسيانها، لكن في كل مرة تعود لقلبي فأعود لأدعو الله بها ومالي غير الدعاء وسيلة للوصول إليها، هل أتوقف عن الدعاء أم أواصل بيقين أنه سيستجيب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، أرجو أن تعلم أنه لا خير في ود يجيء تكلفا، ولا ننصح بالجري وراء السراب، ولا ننصح بالانتظار لفتاة أعلنت أنها لا تحبك، وأنها لا تريد أن تكمل معك مشوار الحياة، والأخطر من ذلك أنك تشهد أنها لا تصلح، ليست صالحة من الناحية الشرعية، فلذلك أتمنى أن تبتعد عن هذا الطريق، واحمد الله تبارك وتعالى الذي لم ييسر لك هذه الزوجة التي تفقد أهم الشرائط (فاظفر بذات الدين)، هذه وصية رسولنا الأمين عليه صلاة الله وسلامه.
ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يفتح قلبك إلى فتاة صالحة، وأن يعينك على نسيان ما أنت فيه، وعليه نحن ننصحك باتخاذ الخطوات الأتية:
الأمر الأول: إذا أردت أن تسأل الله فقل إن كان في الأمر خير وإلا فاصرفه عني واصرفي عنه.
الأمر الثاني: ننصحك بأن لا تجري وراء السراب، وأعلم أن هذه القناعة التي قابلتك بها الفتاة -بل أردفت ذلك بالقطيعة- دليل على رفضها.
الأمر الثالث: أرجو أن تنظر إلى هذا الأمر الذي حصل معك على أنه نعمة من الله تبارك وتعالى، فالله لا يريد لك أن ترتبط بفتاة ضعيفة الدين، وأنت تشهد أنها لا تصلح في هذا الجانب، كذلك أيضا إذا استطعت أن تغير مكان العمل أو كل ما يذكرك بها تخلص من الذكريات القديمة، ابتعد عن الطريق الذي تمشي فيه، إذا كانت لا زالت معك في مكان العمل ننصح بأن تنتقل إلى مكان آخر أو قسم آخر من أقسام الشركة أو المؤسسة التي تعمل فيها، لأن بعدها عن العين مما يعينك على نسيانها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
وأعلم أن الدعاء والتعلق بمن لا يريد وبمن لا يتجاوب وبمن لا يحب فهذا مضيعة للوقت، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.