مشكلة العرق في اليدين والرجلين

0 612

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
أنا في الـ 23 من عمري، ومشكلتي أني أعاني من عرق غير عادي على مستوي اليدين والرجلين طوال الوقت، صيفا وشتاء منذ صغري، هذا الأمر يتعبني جدا في دراستي، وفي معاملاتي مع الآخرين، وغير قادرة على تحمل أي مسئولية بمفردي، كما أني أحس ببرد شديد يجعلني أرتعش مباشرة بعد العرق.

لقد حاولت عدة أدوية لكن دون جدوى، أرجوكم ساعدوني، والحمد لله على كل حال.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: إن ما تذكرينه يعرف في الطب باسم "فرط التعرق".

ثانيا: إن فرط التعرق من اليدين والقدمين مشكلة طبية شخصية اجتماعية، فهي تحتاج التدخل الطبي لإنقاذ المريض من المعاناة والخجل الاجتماعي والاحراجات، ولانتزاع المريض من تخريب الأشياء الحساسة التي يمسك بها من أوراق وغيره.

ثالثا: وعلينا ألا ننسى أن فرط التعرق هو قدر مقدر من العرق لكل مخلوق، فمنا من يعاني الكثرة، ومنا من يعاني القلة، وكلا الأمرين فيه حكمة، فلولا الجوع لما شعرنا بنعمة الشبع، ولو لا العطش لما شعرنا بنعمة الارتواء، ولولا التعب لما شعرنا بالراحة وهكذا.

رابعا: يوصلنا ما سبق إلى أن أغلب العلاجات المحافظة هي مؤقتة، أي أن العرق ظاهرة حياتية تدوم مع الحياة.

خامسا: من العلاجات المتوفرة للتعرق في الراحتين والأخمصين مادة المنيوم كلورايد 10% أو ليد صب أسيتات 10% أو بتركيزات أكبر أحيانا، ويتم العلاج بغطس الراحتين لمدة 10 دقائق من مرة إلى مرتين حسب اللزوم، وهذا يعطي تحسنا مؤقتا، أي يمتد يوما أو بعض يوم، ولكنه مريح في فترة التجفيف، وكذلك هناك مواد كيمياوية أخرى تطبق بنفس الطريقة.

سادسا: وأما العلاج عن طريق الأجهزة، فهناك جهاز كهربائي يعمل بالبطارية، واسمه دريونيك (Drionic) غير موجود في السوق المحلية، يعطي جفافا أكثر من مادة المنيوم كلورايد، ولكنه يكلف نصف ساعة يوميا من لمس الراحتين على سطحه مع مرور تيار كهربائي، تزيد حدته يوما بعد يوم، إلى أن نصل إلى الجفاف المطلوب، ثم نرتاح إلى ما يقرب ستة أسابيع، ثم نعيد العلاج لأسابيع وهكذا، ويوجد منه شكل مناسب للإبطين أو القدمين، ويمكن طلبه عن طريق الإنترنت، علما أنه قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية إن لم يستعمل بشكل صحيح، كما وأنه يعمل على البطارية.

سابعا: حديثا فإن حقن مادة البوتكس بيد خبيرة يعطي راحة لعدة أشهر، ولكنه مكلف (تعتبر أفضل الموجود وأغلاه)

ثامنا: كان الأطباء يلجؤون إلى عملية قطع العصب الذي ينشط عملية التعرق، وهذه العملية لها استطبابات، وتترك للحالات الشديدة والمزعجة، ومع ذلك فهي لا تخلو من المشاكل والمضاعفات.

تاسعا: وأما التعرق فله فائدة وهي تخفيف الحرارة، فإذا كان هناك فرط تعرق فإنه بالتالي سيكون هناك برودة متعرقة في الأطراف المتعرقة.

ننصح بمتابعة الحالة (إن شئتم بشكل غير مكلف ويومي) مع الألمنيوم كلورايد ونذكر مادة درايكلور، وإذا لم تكن النتيجة مرضية، فنزيد الكلفة إلى الحصول على جهاز دريونيك، وقيمته حوالي 150 دولارا، وأما إن كانت الحالة المادية جيدة، فالأولى البدء مباشرة بالبوتكس، فهو سهل وفعال، ولكنه غال ومؤقت.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات