نويت صيام يوم عرفة وحرمني العذر الشرعي، أفيدوني!

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ سنتين لم أوفق بصيام يوم عرفة، وأواخر ليالي رمضان بسبب العذر الشرعي، وهذه السنة قبل يوم عاشوراء بيوم أيضا منعني العذر الشرعي عن صيامه، فهل هذا عقاب من الله لذنوب اقترفتها؟ أشعر بالخوف في داخلي.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نشكر لك حرصك البالغ على فعل الطاعات ومنها نوافل الأعمال من صلاة وصيام، فهذا دليل على حسنا في إسلامك ونسأل الله تعالى أن يزيدك صلاحا وهدى وتوفيقا.

ثانيا: ينبغي أن تعلمي جيدا -أيتها البنت الكريمة- أن الله سبحانه وتعالى كريم، وأنه سبحانه غني عن عباداتنا ومن كرمه أنه يجازي الإنسان بنيته، وعزمه، فإذا عزم الإنسان على فعل الخير ولكن حال بينه وبين هذا الخير حائل ومانع فإن الله تعالى يكتب له الأجر بنيته وعمله، بنيته وعزمه، وقد قال النبي -صل الله عليه وسلم- لأصحابه وقد خرجوا من المدينة للجهاد في سبيل الله فقال لهم وهم في الطريق: "إن بالمدنية رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا مرض العبد أو سافر قال الله لملائكته اكتبوا لعبدي ما كان يعمل صحيحا مقيما".

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فإذا علمت هذا علمت أنك إذا عزمت على فعل شيء من الخير عزما صادقا ولكن حال بينك وبينه عذر، فإن الله سبحانه وتعالى يكتب لك الأجر بالنية، فكل هذه الأعمال التي ذكرتها في سؤالك ومنعك منها عذر الحيض، فإن المأمول من الله سبحانه وتعالى أن يكتب لك الأجر، فتظفرين بالأجر مع عدم عناء العمل، وذلك بحسن النية، وقد حصل مثل ما حصل لك مع أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-، فإنها خرجت مع النبي -صل الله عليه وسلم- في حجة الوداع، خرجت معه للحج وكانت أحرمت أولا بالعمرة، أي تريد أن تؤدي عمرة قبل الحج، ثم إذا انتهت من العمرة تتحلل منها ثم تحج بعد ذلك أي تنوي الحج بعد ذلك وتحرم بالحج في وقته، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى أن ينزل بها الحيض فيمنعها من إكمال العمرة، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها -عليه الصلاة والسلام- إن هذا شيئا كتبه الله على بنات آدم، ثم علمها -عليه الصلاة والسلام- كيف تفعل في عمرتها وحجها".

الشاهد من هذا الحديث أن النبي -صل الله عليه وسلم- طمأن عائشة وأخبرها بأن هذا أمر مكتوب على الإنسان، وما دام الله سبحانه وتعالى قد كتبه فهو الذي سيتولى الجزاء والعذر عما عجزت عنه المرأة بسبب هذا العذر الطارئ عليها، فطيب نفسا واحرصي على فعل الخير الذي تتمكنين منه، والذي لا تتمكنين منه وقد عزمت عليه فإن الله تعالى سيؤجرك بنيتك، نسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق والهداية والصلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات