السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 40 سنة، عازب، عملي غير مستقر، بالكاد أحاول تلبية الاحتياجات الشخصية، وأعلم أني لن أستطيع الزواج وإنجاب الأبناء، وأريد أن أترك في الدنيا صدقة جارية، ولكن لا أعرف ماذا علي فعله؟ علما أني شخص فقير.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:( إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
أنا لن يكون لي أولاد، ومستواي التعليمي ضعيف فلا أستطيع إفادة الناس، لم يتبق لي سوى صدقة جارية، وأريد أن تكون الصدقة قدر الاستطاعة حتى أقوم بها.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مخلص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن ينعم عليك بما تحبه وترضاه ويرضى الله به عنك.
أخي الحبيب: حين قرأنا الرسالة أعدنا النظر في العمر، قلنا ربما هذه رسالة رجل في الستين من عمره، وليس في الأربعين، وقلنا ولو كنت في الستين لوجب علينا أن ننصحك بعدم اليأس، فكيف وأنت ابن الأربعين.
يا أخي: لا نحب أن تتحدث بهذه الروح الانهزامية، بل عليك أن تجتهد وأن تحاول وأن تعيد الكرة، وأن تبحث عن امرأة صالحة يعفك الله بها، وترزق منها الأولاد الصالحين، نحن نحثك على هذا ونشدد عليه قبل أن نجيبك عن سؤالك، ونرجو أن تهتم بهذه النصيحة.
وأما الصدقة الجارية فهي المستمرة بعد موت الإنسان، ويعبر عنها بالوقف: أي حبس الأصل وتسبيل المنفعة، وله صورا كثيرة منها:
- المساهمة في بناء المستشفيات أو المدارس أو دار الأيتام.
- التكفل بطباعة بعض المصاحف أو التبرع بالكتب الشرعية.
- غرس شجرة.
- حفر بئر أو المساهمة فيها.
- إعانة طالب علم.
كل هذه أبواب وتستطيع بقليل من المال أن تفعل ذلك ابتغاء وجه الله تعالى، ويمكنك إن لم تستطع فعل أي شيء من هذا أن تدل على الخير ولك مثل أجره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الدال على الخير كفاعله" فمثلا إذا ذهبت إلى أحد وأقنعته بعمل وقف لله عز وجل فأنت شريك له في الفعل، وهذا لون آخر من الصدقة، كذلك لو أنشأت صفحة دعوية على الانترنت أو موقع توعوي أو ساهمت فيهما فهي كذلك صدقة جارية.
وهناك شيء آخر: سهل ويسير، وهو أن تحفظ الأطفال الصغار سورة الفاتحة وأركان الصلاة، فإن فعلت ذلك بنية الهداية والإرشاد كان لك مثل أجره كلما صلى أو قرأ، فإن عجزت عن ذلك فأوصله إلى من يعلمه واحتسب الأجر، الشاهد أن الأبواب كثيرة ومفتوحة، والنية الصداقة تبلغك المنزل -أخي الكريم-، ونحن نوصيك مرة أخرى بالبحث عن امرأة صالحة دينة قريبة من عمرك، وستجد فيها الخير -إن شاء الله-.
وفقك الله ورعاك وثبتك على الحق، والله المستعان.