الحياة مع زوجي مستحيلة.. فما نصيحتكم لي؟

0 31

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ ٣ سنوات، تزوجت ابن عمتي، ما عرفت عنه إلا كل خير، إنسان متدين وخلوق، علمت أنه التزم مؤخرا، وكنت أظن أن التزامه التزاما كاملا.

بعد الزواج بفترة اكتشفت أنه متهاون في الحديث مع النساء الأجنبيات عبر الواتساب من قريباته وغيرهن، ولا يتورع عن الاسترسال في الحديث والممازحة والملاطفة، وتبادل الصور وغير ذلك، تناقشت معه أكثر من مرة، ويعتذر في كل مرة ويبرر ذلك بأنني أكبر الموضوع، وأنه لا يكن لهن أي مشاعر، وكل ما في ذلك كلام بالواتس لا أكثر.

أصبحت لا أثق فيه، وكل ما وجدت فرصه لتفتيش هاتفه فتشته واكتشفت أنه يحادث قريباته ويمسح محادثاته فورا لكي لا أراها، وهذا ما زاد الشك في قلبي من مضمون تلك المحادثات، أصبحت الآن رغم عدم وجود أي دليل كي أفاتحه في الموضوع، لا أطيق حياتي معه من شدة شكي به، وأفكر في طلب الطلاق بسبب عدم راحتي النفسية، وتدهور واضح في صحتي الجسدية بسبب هذا الموضوع.

أنا إنسانة متربية في أسرة محافظة ونعرف جيدا حدود التعامل بين الجنسين، ونعرف طريق الاختلاط والتهاون في المعاملة بين الجنسين لذلك أجد أن هذا الزوج غير مناسب لي إطلاقا، والحياة معه مستحيلة، أريد نصيحتكم بارك الله فيكم وفي علمكم.

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والاستقرار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك إلى ما يحبه ربنا ويرضاه، لا شك أن التواصل مع النساء بالطريقة المذكورة لا يقبل من الناحية الشرعية، ولكننا أيضا لا نريد أن يأخذ الموضوع أكبر من حجمه لأنك تفكرين في الطلاق، وقد أشرت إلى أنه شاب خير متدين وخلوق، وهذا يدعونا إلى أن نتوقف وعليه، فنحن ننصحك بحشد ما عنده من الإيجابيات، ثم وضع هذه السلبية وغيرها من السلبيات في كفة، وتذكري أن الكمال محال، وأن النقص يطاردنا رجالا ونساء، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في حسناته الكثيرة.

الأمر الثاني: ينبغي أن تتوقفي في التجسس على هاتفه، واعلمي أن هذا البحث والتنبيش هو الذي يجعله يمسح المكالمات والمحادثات، ولا شك أن التفتيش ليس في مصلحتك، بل يفتح عليك وعليه أبواب الشيطان، وما يحصل منه يحتاج إلى أن نذكره بأن الله لا تخفى عليه خافية، وأن خوفه ينبغي أن يكون من الله تبارك وتعالى، ونحب أن ننبه إلى أن الطبيب إذا عرف المرض لا ينبش ولا يعيد الفحص، ولكن يبدأ في العلاج، فكوني له كالطبيب، واحتسبي أجرك عند الله تبارك وتعالى، واستمعي لقول النبي صل الله عليه وسلم "لئن يهدي الله بك رجلا -أو امرأة- خيرا لك من حمر النعم"، فكيف إذا كان الرجل هو ابن العم، الذي ما علمت عليه إلا الخير، وقد أشرت إشارة مهمة وهو أنه جديد على الالتزام، فكوني عونا له على قهر الشيطان، كوني عونا له على الانتصار على شهواته، وابذلي له الحلال وعاونيه على التجاوز والبعد عن الحرام، نسأل الله أن يعينك على الخير.

وأحب أن أؤكد لك أننا نقف معك، لكننا نرفض مسألة الاستعجال ومسألة الحكم عليه في هذه المدة المحددة ثلاث سنوات هي مدة قصيرة في عمر الأزواج والزوجات، والحكم بأنه غير مناسب غير صحيح، وعليه فنحن نريد أن تنظري إلى الصورة كاملة، إلى كافة الجوانب التي عنده، إذا كان العلاقة الخاصة والأمور الخاصة، تمضي بينكما بطريقة صحيحة، بطريقة مقبولة، فهذا يشير إلى أن هذا الذي يحدث من الأمور السطحية، وهي مجرد مكالمات ونحن لا نقر هذا، ولكن بعض الشر أهون من بعض، عليه أرجو أن تجتهدي له في النصح، وتبيني له أن الذي يحدث هذا لا يرضي الله تبارك وتعالى، واعطيه ثقة؛ لأن كثرة التنبيش والتفتيش يفقده ثقته في نفسه، فكوني عونا له على الشيطان وليس العكس، نسأل الله أن يوفقك، ونكرر الترحيب بك في الموقع، أرجو أن تستخدمي هذه الإشارات التي أشرنا إليها وتنظري من الزاوية الأخرى، وتعطي نفسك وتعطيه فرصة.

ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات