السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة ليست بالقصيرة أشعر بالحزن وأجهل سببه، وأحيانا أبرره أمام نفسي بأسباب بسيطة قد لا توصل إلى هذا الحد، وكثيرا ما أبكي وبانهيار، وأحيانا أفكر في أحداث حزينة من الماضي وأتذكر أشخاصا فقدتهم.
منذ أكثر من سنة وأنا أقضم أظافري "أظافر اليد والقدمين"، وربما حتى تنزف دما ليس بفمي أو أسناني وإنما بيدي، وأعاني الصداع أيضا، كل ذلك كنت أحاول التغلب عليه، أنظم وقتي وأحاول اغتنامه فيما يفيد، وأصنع إنجازات صغيرة لتكوين صورة إيجابية مستمرة عن نفسي.
لكن ما زاد الأمر سوءا هو أنني صرت أعاني من الضغط على الأسنان لا سيما الفك السفلي لا إراديا، ولا أنتبه حتى أشعر بالألم، فيظل مستمرا حتى بعد انتباهي وإبعاد الفكين عن بعضهما، أصبحت أعاني من الصداع أكثر، وعدم انتظام النوم والأرق حتى أحاطت بعيني هالة داكنة من السواد.
لا مشاكل صحية لدي سوى أنني أعاني من الضغط المنخفض عند قلة النوم أو الطعام مثلا، وفكرت كثيرا في زيارة طبيب نفسي، ولكن لم أجد طبيبة بالقرب من مدينتي، وأعتقد أنه من غير المناسب لي كفتاة أن أذهب للطبيب إذ لن أستطيع التحدث، وربما أبكي فلا أحب أن يراني رجل أجنبي على تلك الحال، كما أنني منتقبة فلن يرى تعبيراتي، وأخشى أن ألجأ إلى دواء فأتأذى من أعراضه الجانبية أو أدمن عليه.
أعتذر كثيرا عن الإطالة، ولكن وددت استشارتكم، والسؤال عن تشخيص لما أعاني، وعما إذا كان هناك دواء علاجي لفترة ولا أستمر عليه.
وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أختنا عبر الموقع، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
مما فهمته من سؤالك أنك في الفترة الماضية يغلب عليك شيء من الحزن والبكاء والتفكير بالأحداث الحزينة، وتذكر من فقدت بالوفاة مع ما يرافق هذا من مظاهر التوتر كقضم أظافر اليدين والقدمين وليس بالأسنان وإنما باليد كما ذكرت، بالإضافة إلى صك الأسنان بالضغط عليها مما يسبب ضررا لأسنانك وربما هو سبب الصداع ونقص النوم.
بنيتي: ما يغلب على ظني أنك ربما تعانين من الاكتئاب النفسي والذي كثيرا ما يأتي مترافقا مع القلق والتوتر، ومظاهر الاكتئاب عندك متعددة، كالنظرة السلبية وتذكر الذكريات المحزنة، والبكاء وغيرها، ومظاهر التوتر متعددة أيضا كالصداع وصك الأسنان وقضم الأظافر، كل هذا يمكن أن يفسر هذا التشخيص.
أحسنت بالبحث عن طبيبة نفسية، وإذا لم تجدي في مكان سكنك فهناك بعض السيدات طبيبات نفسية يقدمن الاستشارات أونلاين على الشبكة العنكبوتية، فيمكنك أن تتواصلي مع واحدة منهن سواء في مدينتك أو المدن الأخرى في مصر، أنصحك بعدم التردد والتأخر في هذه الاستشارة هذا إذا لم تجدي طبيبة قريبة ترتاحين لها للأسباب التي ذكرت في سؤالك وهي متفهمة ومعقولة.
وأطمئنك أن علاج الاكتئاب والتوتر أصبح متوفرا وآمنا دون التأثيرات الضارة للدواء، وهناك أدوية تعالج كلتا الحالتين معا، مزيج من الاكتئاب والتوتر والقلق، أنصحك بأن يكون استعمالك لهذا الدواء أو الأدوية النفسية عموما تحت إشراف الطبيب النفسي.
أدعو الله تعالى لك بالصحة والعافية، وأن يعينك على ممارسة الأشياء الأخرى التي يمكن أن تخفف عنك هذا الاكتئاب؛ كالنشاط البدني، بالرياضة والمشي وغيرها.