السؤال
السلام عليكم.
أعمل في وظيفة جيدة، وأحب ما أعمل، وقد تفوقت فيه -ولله الحمد-، حصلت على فرصة وظيفة أيضا جيدة جدا بمجال مختلف عن مجالي الحالي، سأبدأ فيه من الصفر، أشعر بالحيرة وقد استخرت عدة مرات وبكل الأوقات المفضلة لاستجابة الدعاء، في رمضان والعشر الأواخر ويوم عرفة والثلث الأخير من الليل وغيرها، أنه لو كان الخير لي في الوظيفة الجديدة أن تتيسر ويقدرها الله لي، ولو كان فيها الشر أن يصرفها الله عني.
وقد حصل ويسرها الله لي بطريقة عجيبة لا تخطر على البال في كل مرحلة، رغم العديد من الصعوبات، لكن أحس أن قلبي يميل لعملي الحالي، حيث أنه ماديا أفضل، وهو عمل أتقنه وأحبه ومتمكنة منه.
على ماذا أعتمد بالاستخارة؟ هل أذهب للخيار الثاني لمجرد أن الله يسره في طريقي بهذه الطريقة -التيسير واضح جدا في كل مرة-، أم أبقى لما يرتاح له قلبي ويبدو في ظاهره أنه الأفضل لي بنظري ماديا وكطبيعة عمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يقضي حاجاتك، وأن ييسر أمرك وأن يزلل الصعاب لك، وأن يهديك إلى ما فيه الخير لك ولدينك.
أختي الكريمة: صاحب الاستخارة لا يخيب، وقد استخرت ربك فانتظري الخبر ولا تعجلي، لكن هناك نقطة يجب تجليتها: الاستخارة تعني طلب الخيرة، وهي لا ترتبط مباشرة براحة ولا رؤيا منامية ولا تيسير أمر، قد يحدث هذا أو بعضه لكنه لا يشترط، إذ عمل الاستخارة لا يكون إلا في المآل أي ما يؤول إليه أمرك، فإذا بقيت في عملك فهذا الخير لك، وإن انتقلت فهذا الخير لك، العبرة بالمآل.
وثقي أن الخير يرقبك في الاختيار لأنك استخرت، وهذا يطمئنك ويهدئ روعك، فما عليك إلا بذل الأسباب.
ومن هذه الأسباب: الاستشارة: استشارة أهل الخبرة والفن في العمل الجديد، ورصد ميزاته وعواقبه ثم المقارنة بما أنت عليه، ثم إن كان يصلح أخذ إجازة من عملك والالتحاق بالجديد كتجربة فلا حرج، فإن لم يكن فاستشيري أهل هذه الوظيفة وتخيري أصدقهم وأصلحهم ثم اتخذي بعدها القرار وأنت واثقة أن الخير كل الخير في قرار سبقه استشارة واستخارة.
نسأل الله أن يقضي حاجتك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك خير العملين وخير القرارين، والله الموفق.