أعاني من نوبات الهلع فهل أعود إلى السيبراليكس؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في أوائل العقد الثالث من العمر، اعتدت على السفر والتنقل بحكم دراستي في الخارج، بدأت مشكلتي قبل عام تقريبا، بدأ ينتابني إحساس بالخوف الشديد بشكل مفاجئ، خوف مصحوب مع دوخة أو ثقل في الرأس.

أهملت الموضوع في البداية، وتكرر الموضوع مع زيادة شعوري بالخوف والرعب، ثم تأتيني أفكار أنني سوف أصاب بالجنون.

ذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحوصات وكانت كلها سليمة -بحمد الله- وتم تشخيص حالتي أنها نوبة هلع، ووصف لي سيبرالكس 10 ملغم، تناولت الدواء بانتظام، وفعلا النتائج كانت سريعة جدا.

تحسنت بنسبة 90% منذ اليوم الثالث، في بعض الأحيان تعود الحالة والقلق بشكل بسيط، أكملت خمسة أشهر من تناول الدواء وتركته تدريجيا، وكنت في وضع ممتاز جدا.

منذ شهر بدأ القلق من جديد، ولكن بدون الأعراض السابقة، وأصبحت خائفا من عودة الحالة.

وللتوضيح منذ شهر تقريبا بدأت في عمل جديد، عمل متعب ومرهق جسديا ونفسيا، ولا أعلم إن كان له علاقة بحالتي الآن أم لا؟ أشعر بالضيق والقلق والحزن كثيرا، وتقريبا طوال اليوم، ولكن هذه الحالة ليست مستمرة، فأحيانا يكون مزاجي في وضع ممتاز، وأحيانا أخرى انتكس.

لا أعلم هل وفقت في شرح حالتي لكم؟ ولكنني في حيرة من أمري، أريد أن أعلم هل ما أعانيه نوبات هلع، أو اكتئاب، أو فرط القلق؟ وهل أعود إلى تناول دواء سيبرالكس أم لا؟

للتوضيح أكثر هذه الحالة تأتي بشكل مفاجئ، ويمكن أن تمتد لمدة يومين أو ثلاثة أيام ثم تغيب لتعود بعد بضعة أيام.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

رسالتك واضحة جدا، وبالفعل النوبة التي أتتك هي نوبة هلع، لأن الهلع في الاصل هو نوع من الخوف الشديد المصاحب للقلق، ويأتي فجأة ودون أي مقدمات، ويدخل في الإنسان مشاعر ذات طابع سلبي، ويتكون عند الإنسان بعد ذلك ما يعرف بالقلق التوقعي، بمعنى أن النوبات هذه بعد اختفائها يكون هنالك توجس ووسوسه وربما تعود مرة أخرى.

أيها الفاضل الكريم: هذه النوبات بسيطة جدا، وليست خطيرة أبدا حتى وإن كانت مزعجة، ودائما النوبات التي تلي النوبة الأولى تكون حقيقة أخف وأقل شدة، ويمكن للإنسان أن يتوائم معها بصورة أفضل، كانت استجابتك لعقار سيبرالكس استجابة جيدة جدا، والآن أنا أريدك أن تبدأ في تناول الدواء مرة أخرى، ابدأ بجرعة 5 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعل الجرعة 10 مليجرام يوميا، واستمر عليها لمدة 7 أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا من ناحية العلاج الدوائي.

أما بالنسبة من ناحية العلاجات الأخرى فهي مهمة جدا، خاصة ممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء، التمارين التنفس المتدرج، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين المفيدة، فأرجو أن تستعين بأحد هذه البرامج.

أيها الفاضل الكريم: نمط الحياة الإيجابي أمرا مطلوب، لأن يطور الإنسان من صحته النفسية ويحول القلق والخوف إلى طاقات نفسية إيجابية مفيدة، أنت لا تعاني من اكتئاب نفسي، إنما لديك القابلية للقلق، وكما ذكرت لك القلق دائما يمكن أن نحوله إلى طاقة نفسية إيجابية انتاجية، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، التفاؤل، وأن يكون الإنسان فاعلا ونافعا لنفسه ولغيره.

تجنب السهر أيضا أمر مهم جدا، وتجنب النوم النهاري أيضا من الأشياء المطلوبة لتطوير الصحة النفسية، الحرص على العمل، وأنت -الحمد لله- مهما كانت ضغوطات العمل فالعمل هو نافذة من النوافذ الإيجابية في حياتنا، و-إن شاء الله- المسؤوليات أنت لها، ولا تتخوف من المسؤولية، الإنسان المفيد هو الذي يتحمل المسؤولية مهما كان حجمها ومهما كانت صعوباتها.

والحمد لله تعالى أنت مقدم على الزواج، هذا تطور إيجابي جدا، ويجب أن تنظر له من ناحية إيجابية ولا تكون متخوف حول المستقبل، فالمستقبل -إن شاء الله- طيب ومشرق، ومن ناحيتي أتمنى لك الصحة والعافية وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات