السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يبلغ من العمر 13 سنة، يعاني من نوبات هلع وصراخ أثناء نومه، وقد بدأ الأمر قبل ثلاث سنوات تقريبا، يحدث له الأمر في كل سنة مرة أو مرتين حينما تصيبه حمى وترتفع درجة حرارته، فيحدث له ذلك خلال القيلولة، وكثيرا ما يحدث آخر الليل إذ نستيقظ على صوت صراخه وفزعه من شيء يلاحقه وتخيلات ترهقه، فتهرع أمي لضمه وهي تقرأ عليه القرآن، لكن ما إن أقرأ عليه: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة" حتى يزيد صراخه وهو يقول: لماذا تعذبونني لماذا؟ ضاغطا على أصابع يديه، وكأن أحدا يضغط عليها، لكن ما إن يستيقظ لا يتذكر شيئا مما حدث.
ذات مرة بدأ بالتكبير، وذكر الله حتى انهار باكيا وهو يصرخ، وبعد أن قرأت عليه شيئا من سورة البقرة نام، وآخر مرة تذكر جزءا مما يرى، واستيقظ وهو يعتذر لأمي ويبكي لأنه أفزعها، مع العلم أنه قام بالفحوصات اللازمة على رأسه عند الطبيب، للتأكد من وجود مرض صرع أو غيره، لكن الفحوصات كانت سليمة.
أعتذر كثيرا عن الإطالة، وأرجو جوابا منكم؛ لأن أمره يرهقني ويحزنني، والحمد لله على كل حال.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك بعض الاضطرابات المصاحبة للنوم، منها الفزع النومي، والفزع النومي بالفعل يكون في نوبات هلع وصراخ، وقد يحدث لصغار السن، وهناك الكلام في أثناء النوم، وهنالك المشي في أثناء النوم، وهنالك الجاثوم، فهذه الظواهر معروفة أن 2 إلى 3% من الناس يصابون بها، وغالبا ما تجري في بعض الأسر بمعنى أن العامل الوراثي ربما يلعب فيها دورا، وهذه الظواهر تختفي مع تقدم العمر، قد تظهر في فترة اليفاعة أو الطفولة أو فترة الشباب، هذا الابن ظهرت له في فترة اليفاعة، وكما ذكرت لك تلقائيا قد تختفي.
في بعض الأحيان تكون بالفعل مرتبطة بما نسميه بالصرع الليلي، بمعنى أن كهرباء الدماغ يكون فيها زيادة، وهذه الظاهرة معروفة أيضا لدى أطباء الأعصاب، هذا الابن -حفظه الله- حدثت له هذه النوبات مع ارتفاع درجة الحرارة، وهذه أيضا علاقة طبية معروفة ما بين الحمى وما بين نوبات الهرع أو الفزع التي تحصل لبعض الأطفال، وقد تأتي أيضا نوبات صرعية قد يحدث نشاط دماغي زائد، وتتمثل زيادة النشاط هذه في ظهور التشنجات الصرعية.
فحص الدماغ ما دام سليما هذا شيء مشجع، لكن في بعض الحالات حتى وإن كانت الفحوصات سليمة، وعلى وجه الخصوص تخطيط الدماغ يعرف أنه في حوالي 40% من الناس الذين لديهم زيادة كهرباء الدماغ أو نشاط صرعي لا يظهر أي تغير على تخطيط الدماغ، بمعنى أن التخطيط يكون طبيعيا وسليما، لكن العرض المرضي اكلينيكيا يكون موجودا، لذا بعض الأطباء يفضلون أن يعطوا أدوية مضادة للصرع بجرعات بسيطة، وهذا قد يؤدي إلى تحسن في مثل هذه الحالات.
طبعا بالنسبة لقراءة القرآن، القرآن -إن شاء الله- فيه شفاء للناس، لكن هنالك مفاهيم خاطئة كثيرة فيما يتعلق بالعلاقة بين قراءة القرآن وتصرفات المريض، إذا صرخ المريض أو قام بأي حركة غير طبيعية الناس تلجأ كثيرا للتفسير أنه قد يكون فيه مسا أو شيئا من هذا القبيل، هذا ليس بالضرورة أبدا، ويجب أن لا نلجأ للتأويلات والتفسيرات التي قد لا يكون لها أساس أبدا، نحن نقول للناس قراءة الرقية الشرعية مطلوبة، لكن لا نلجأ إلى أي تفسيرات خاطئة، الإنسان مكرم والإنسان في حفظ الله تعالى، وهذا الابن -إن شاء الله تعالى- سوف يشفى تماما، أنا أنصح أن يعالج من ارتفاع درجة الحرارة إذا عنده أي بوادر لارتفاع الحرارة، هذا يجب أن يعالج عن طريق البنادول، وإذا كان هنالك حاجة لمضاد حيوي إذا كان هناك التهاب، هذه الخطوة الأولى.
الخطوة الثانية: يجب أن نجنبه الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي، ويكون مرتاحا دائما قبل النوم، قبل النوم بنصف ساعة يجب أن يكون في حالة هدوء، وأن لا يطلع على أشياء مفزعة، ولا يقرأ أشياء مخيفة، و-إن شاء الله تعالى- سوف يتحسن، هذا هو المطلوب وليس أكثر من هذا.