كيف أصلح العلاقة بين أختي وخطيبتي؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أنا خاطب منذ سنة تقريبا، في بداية الخطوبة حصلت بعض الانتقادات من أختي لخطيبتي على فستان وغيره، مع أنه من المفترض أن تقول لها كلاما يطيب خاطرها.

بعد ذلك حصل أن والدة خطيبتي كلمت أختي ولم تتحدث مع والدتي، وأنا عاتبت خطيبتي فحزنت؛ طبعا هذا الموقف أحزنها من أختي، وتحزنها أية كلمة تخرج منها وتعتقد أن أختي تتدخل في خصوصياتها، أريد نصيحة منكم، هل أستمر في الخطبة أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشاذلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.

أخي الكريم: هذان سؤالان منفصلان، الربط بينهما جد خطير:

الأول: كيفية التعامل مع الخلافات بين المخطوبة والأهل؟
الثاني: هل أتمم أمر الزواج أم أتوقف؟
الخلط بينهما يؤرقك ويورثك الهم ويجعل قراراتك مبنية على عاطفة مجردة، ولذلك نرجو منك ابتداء الفصل بين الأمرين، ونحن سنجيب ابتداء على السؤال الثاني ثم الأول -بإذن الله-.

أخي الكريم: قد وضع الشرع معايير يجب مراعاتها عند الزواج، هذه المعايير هي الميزان الذي ينبغي أن تزن به خياراتك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وهنا بين النبي -صلى الله عليه وسلم- مرغبات الزواج عند الناس وجعلها محصورة في المال والحسب والجمال والدين، وبين الشرع أن المعيار الذي لا يخيب هو الدين، أن تتخير امرأة صالحة، أن تنتقي الزوجة على أساس تدينها وتمسكها بالشرع، ولا حرج بعد ذلك أن تجمع بين ما شئت من مرغبات، المهم أن يكون الدين هو المعيار الأول، وعليه فإذا كانت المخطوبة ذات دين وخلق فابتعد عن التفكير في الانفصال تماما، وصب كل جهدك حول كيفية التعايش مع وجود المشاكل وكيفية تجاوزها والتقليل من آثارها، هذا هو واجبك، وهذا ما سنجيب عنه في الأسطر القادمة -إن شاء الله-.

أخي: اعلم أولا أن ما حدث معك من خلافات بين أهلك وخطيبتك بل وأهلها كذلك هو أمر طبيعي، حدث وسيحدث مع كل أسرة، ولو تزوجت غيرها سيحدث تلك الخلافات وهو أمر طبيعي، والتعامل معه على أنه طبيعي يكسبك التفكير المنطقي الهادئ من الانفعالات.

ثانيا: هذه قاعدة السعادة الزوجية فاحفظها: أطع أمك وبر أختك ولا تظلم زوجتك. لا يجب عليك عصيان أمك فهذا عقوق، ولا إغضاب أختك فهذا قطع رحم، ولا التجاوز على زوجتك فهذا ظلم وأنت مطالب بالإحسان، وحتى تحقق تلك المعادلة يجب عليك فعل ما يلي:

1- الإحسان إلى الجميع وتخصيص الزوجة بالإحسان منفردا بها، الزوجة سكن لزوجها وهي تتحمل عنه ومعه كل شيء إذا كان ودودا لها رحيما بها عطوفا عليها، وإحسانك لها وتلطفك بها ومراعاة جهدها وإن كان قليلا يدفعها لفعل المزيد من الخير والإحسان، وساعتها ستفعل ما يرضيك وإن كان فيه تعبها، المهم أن تجد منك التقدير لها.

2- برك بوالدتك وإحسانك معها واجب وهي بابك إلى الجنة، فإذا اشتكت هي أو الأخت فأصغ لهما، وقل لهما إنك ستتصرف، وإن لن تسكت، وإن رضاهما من رضاك. ثم تريث ولا تتحدث مع زوجتك في ذات الوقت، بل اخل بها واسمع منها وقيم الأمر، فإن وجدتها مخطئة فبين لها ذلك بلسان حلو وثناء عليها وحرص، وإن وجدتها مصيبة في الموضوع فاشكرها وامدحها وعظم ما فعلته، ثم قدر الموقف فإن كان عارضا فدعه ولا تفتحه، وإن كان جوهريا فتحدث مع الوالدة بينك وبينها وبين لها ما حدث دون أن تتهمهما بالخطأ أو التجاوز، اجتهد أن تجعل لهما مبررا: ربما فهمت شيئا آخر، أو أدري أن أختي لم تقصد، أو ربما لم تستطع زوجتي أن تبين... المهم أظهر موقف زوجتك دون أن تتهم أهلك. أما إن وجدت الأمر بسيطا والخطأ طبيعيا، فلا تعاتب أحدا بل يكفيك الإحسان للجميع.

3- احذر أن تنقل لخطيبتك عن والدتك وأختك ما يضايقها، ولا عن خطيبتك لأمك وأختك ما يقلقهما، حتى لا تتغير النفوس بينهم، بل عالج المشاكل وحدك بعيدا عنهم، واجعل الكلام الحسن هو المنقول، ولا بأس أن تختلق بعض الكلام الجيد لترطيب ما بينهم.

4- الهدية لها وقعها في النفس، نريد منك أن تجلب هدية لأمك وتعطيها لخطيبتك حتى توصلها باسمها للوالدة أو الأخت، ومع هذه الهدية هدية منك لها حتى تكون حافزا، وافعل هذا مع أختك ووالدتك.

وأخيرا أخي: اعلم أن الملفوظ لا يدل كثيرا عن المقصود، وأكثر المشاكل تأني من مقصود لم ينطق أو منطوق لم يقصد، وسعة النفس ورحابة الصدر والحديث لكل على حدة مع الاهتمام به يجنبك المشاكل، هذا مع الدعاء والإحسان للجميع.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات