السؤال
السلام عليكم.
تعرفت على فتاة في مواقع التواصل وأحبتتها، وأخبرتها أنني أرغب في الزواج بها، ووافقت، وكانت تريد الزواج بي، أيضا أعترف أني تحدثت معها لكنها كانت عادية من دون أي كلام فاحش أو كلام حب محرم، لم أحدثها حتى مجرد مكالمة صوتية، أعلم أنه حرام ولا يجوز، لهذا جاهدت نفسي وابتعدت عن محادثها، ونيتي حسنة وبيضاء وأريد الحلال، لكن أخبرتني أنها أتت عائلة أخرى وطلبوها للزواج، ليس هناك أي شيء رسمي أو شرعي بعد، مجرد كلام فقط، لكن عائلتها موافقون.
هل يجوز أن أحاول أن أقول لها ترفض؟ ولأفهم هل هي موافقة على هذا الزواج؟ ولكي أتزوجها أنا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالواحد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نذكرك -أيها الحبيب- بأن كل ما يقابلنا ويصيبنا مقدر ومكتوب، فقد كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ولهذا ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن مطمئنا لتقدير الله تعالى وتدبيره، مفوضا أموره كلها لله، عالما بأن الله تعالى يفعل له ما فيه خيره، فالله تعالى أرحم بنا من أنفسنا، وكثيرا ما يحرص الواحد منا على شيء ويقدر الله تعالى أن يصرفه عنه لعلمه سبحانه وتعالى بأن الخير في صرفه عنه، وقد قال الله في كتابه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فإذا كانت هذه الحقيقة حاضرة لديك وعقد عليها قلبك فإنك ستجد نفسك في سعادة وطمأنينة لكل الأقدار التي يقدرها الله تعالى لك، وتعلم أن الخير فيما ييسره الله ويقدره لك.
وبشأن علاقتك بهذه الفتاة: ما دامت قد خطبت ووافق أهلها على هذه الخطبة فإنه لا يجوز لك أن تطلب منها الرفض أو أن تخطبها؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ولا يخطب على خطبة أخيه) فينهى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم أن يخطب امرأة مخطوبة.
واعلم أن ما قدره الله تعالى لك الخير –كما قدمنا– وينبغي أن تجاهد نفسك لتصرف قلبك عن هذه الفتاة وتبحث عن غيرها، وسيجعل الله تعالى لك خيرا كثيرا فيما يقدره لك.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.