تركت عملي بعد إهانة المدير لي وأشعر بالألم، ساعدوني

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مبرمجة، كنت أعمل في شركة منذ سبع سنوات، استقلت من عملي بسبب كثرة المشاكل بيني وبين مديري.

في السنة الأولى من العمل كان جيدا في التعامل معي، لكن الأمر تغير عندما بدأنا بالعمل مع شركة أخرى في مشروع ما، عندما كنت أعمل جيدا وأنجز عملي كان موظفون الشركة الأخرى يسعون إلى انتقادي، والفتنة بيني وبين المدير، ونجحوا في ذلك.

أصبح يعاملني بطريقة سيئة، صبرت على الأمر عدة سنوات حتى مرضت أمي -رحمها الله- بمرض السرطان، تعبت نفسيتي، كنت أبكي كثيرا واستقلت عدة مرات من العمل للتفرغ لها، وفي كل مرة أعود لا يتحدث معي، وبعد وفاة أمي بقيت شهرا كاملا لا أستطيع العمل والحديث، ثم عدت إلى طبيعتي مرة أخرى.

لا أنكر خلال تلك السنوات بأننا ألحقنا الأذية ببعضنا، ولكن ما أشعل الأمر منذ البداية معاملته السيئة، أهمل عملي، وتجاهلني كثيرا، وفي الفترة الأخيرة انتقلنا لمكان جديد وأصبح عدد الموظفين كبير، حدثت عدة مشاكل بين الموظفين واتهمني بأنني السبب في هذا، ثم تجاهلني كأني غير موجودة، وهذا الشيء دفعني لإيجاد عمل جديد وتقديم الاستقالة، رفض المدير استقالتي ووعدني بتحسين الأمور، ثم عاد إلى طبيعته.

صارت تصرفاته تستفزني، وتصرفاتي تستفزه حتى اضطر إلى التحدث معي بكلام سيء، وقال بأنني نفسية ونكدية، وأحتاج إلى علاج نفسي.

أساء لي كثيرا، مما دفعني للاستقالة، أشعر بألم شديد من أفعاله، وكأن المدير رمى تعبي في السبع سنوات بعرض الحائط، أشعر بتعب نفسي مما حصل، فهو لا يطيق وجودي، وتخلص مني بطريقة سيئة.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Saja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يرحم الوالدة رحمة واسعة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلمي أن هذه الحياة لا تخلو من الصعاب، وأن وجود الإنسان مع الناس له ثمن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز الصعاب، كما أن النجاح في العمل له ضريبة قد يدفعها الإنسان، ونعوذ بالله من شر من يحمل الوشاية والنميمة، ولا يدخل الجنة نمام، والمهم أن يستفيد الإنسان من الدروس الصعبة في حياته، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه.

إذا كان عندك تقصير فاستغفري الله، وإذا كنت مظلومة فأبشري بالثواب من الله والنصرة من الله تبارك وتعالى، واستأنفي حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، ومن حققت النجاح في هذه السنوات تستطيع /بإذن الله- أن تنجح في حياتها، ولذلك أرجو ألا تقفي طويلا مع الماضي، واعلمي أن الشيطان سيعيد ليحزنك، فهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وإذا أرجعك لما حصل وذكرك بالإساءات والمواقف السالبة فتذكري أولا المواقف الإيجابية، وتذكري أن المؤمنة تنظر إلى الامام، لا تقول: (لو كان كذا لكان كذا)، ولكن تقول: (قدر الله وما شاء فعل)، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان.

فاستأنفي حياتك، وابدئي مسيرة النجاح، واستفيدي من خبراتك في العمل، وخبراتك أيضا في التعامل مع الآخرين، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأرجو ألا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، فالدنيا من أولها لآخرها لا تستحق أن يحزن الإنسان عليها، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقي كافر منها جرعة ماء.

فانصرفي إلى ما خلقت له من العبادة والإنابة والطاعة لله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات