السؤال
لا أدري ماذا أقدم لأمتي الحبيبة؟ انصحوني ماذا أقدم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
فقد أسعدني هذا السؤال، وأفرحني كونه من فتاة في عمر الورود، وعلى فتياتنا – بعد توفيق الله – نعقد الآمال، وأتمنى أن يتشبه بك في همتك العالية إخوانك من الرجال.
وأرجو أن تكون البداية بأن تلتزمي بآداب وأحكام هذا الدين، فإننا نؤثر في الناس بأفعالنا قبل أقوالنا، والمسلمة داعية لإسلامها بحجابها وحيائها، وهي مع ذلك داعية إلى الله بأقوالها وأفعالها وأحوالها، والدنيا تتعطش لرؤية الإسلام من خلال سلوك وأخلاق +المسلمين، فإن ديننا في أعلى درجات الجمال والكمال، ولا عجب، فإنه تنزيل العظيم المتعال، ولكنه يحتاج إلى أن يقدم للناس في وضوح وجمال وجلال.
ولأن المسلمة تحرص على أن تكون صالحة في نفسها ومصلحة لغيرها، فأرجو أن تقدمي دعوتك لمن تتوسمي فيها الخير، مع ضرورة انتقاء الألفاظ واختيار الأوقات المناسبة، واحرصي على التوجه إلى الله واهب الهداية، والمنقذ من الغواية، وابحثي دائما عن المدخل الحسن، فإن النفوس تحب من يحسن إليها ويثني عليها، ولا تستعجلي النتائج، فإن الهداية بيد الله، وهو سبحانه قدر لها وقتها وسببها، وما علينا إلا البلاغ المبين، والصدق في دعوة الغافلين بعد الإخلاص لله رب العالمين.
والفتاة المسلمة تستطيع أن تخدم دينها بصدق اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والدعاء سلاح عظيم نملكه وحدنا، فاختاري الأوقات الفاضلة كالسحر ويوم الجمعة ودبر الصلوات المكتوبات، وعند السجود للدعاء لنفسك بالثبات، ولأموات المسلمين بالرحمة، وللمجاهدين بالنصر، وللغافلين بالهداية.
والفتاة المسلمة تستطيع أن تبذل من مالها ووقتها لنصرة الأمة الإسلامية، وتذكري أن أهل الباطل ينفقون من أجل باطلهم فأين بذل أهل الحق والخير؟! واعلمي أن أبواب الخير واسعة، وأننا أمة تنتصر بطاعتها لله، وتنهزم بعصيانها وغفلتها عن الله، وكل من يطيع الله يساهم في نصر أمته.
ونسأل الله لك الهداية والثبات.
والله الموفق.