هل أتزوج رجلا يخدم القوانين الوضعية المخالفة للدين؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيرا، وأرجو منكم الإجابة لأنه سيحدد مصير حياتي، وأنا أثق بأن نيتكم هي رضا الله تعالى، ولا تخافوا في الله لومة لائم، وأراكم من المحسنين، ولا أزكيكم على الله عز وجل، وأرجو أن تجيبوا على مشكلتي الشخصية، وأن لا تحيلوني على الفتاوى السابقة، لأنني أريد ردا دقيقا خاصا بي، وأعتذر منكم.

تقدم لي شخص من أجل الزواج، ووظيفته قائد، وعمله في السلطة، والمشكلة عندي تكمن في طبيعة عمله، فكما تعلمون أن القانون في المغرب بها الكثير من القوانين الوضعية، بالإضافة إلى أن هذا النوع من العمل لا يعطيك مجالا للاختيار أو رد الأوامر كيفما كان نوعها، وإذا رفضت تطبيقها فسيتم طردك أو معاقبتك، والعمل في هذا المجال سيحتم عليه الخضوع للقوانين الوضعية وتطبيقها على الناس.

وأنا لا أسأل عن الظلم أو العدل في العمل، ولكنني أسأل عن القوانين بعينها التي سيطبقها حتى لو لم يظلم، فكما تعلمون توجد الكثير من القوانين التي تخالف ديننا الحنيف، بل منها ما يحارب الدين، وأنا لم يطمئن قلبي أبدا لهذا الزواج بسبب هذا النوع من العمل، وأفكر كثيرا بهذا الأمر بالرغم من أن هذا الشخص ذو خلق ومن أسرة طيبة، أرجو إفادتي، هل أترك هذا الزواج وأطلب العوض من الله أم ماذا أفعل؟ وأعتذر على الإطالة.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الحلال ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

كنا نتمنى أن نعرف طبيعة العمل، ومن حقك أن تطالبي بحجب الاستشارة إذا كنت لا تريدين أن يطلع أحد من الناس عليها، ولكن على كل حال العبرة بالشخص نفسه بدينه وصلاته وطاعته لله تبارك وتعالى، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- توجه للمرأة وأوليائها فقال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه"، دينه وأمانته، إذا وجد في هذا الشخص الدين والأخلاق فأرجو أن لا تترددي في القبول به، وبعد ذلك تناصحي معه من أجل أن يبحث عن عمل آخر، إذا كان هناك شبه ظاهرة ومشكلة ظاهرة في هذا العمل.

وأما مجرد أنه في دولة لا تحكم بالقانون أو كذا، فهذا ليس مبررا، وإلا ترك معظم الناس الزواج من الناس، وكلنا -إلا من رحم ربك- في ظلال قوانين من النوع الذي ذكرت، ولذلك نتمنى أن تكتبي إلينا لتبيني بالضبط طبيعة العمل، وتحددي مخاوفك، وإذا كان صاحب دين وصاحب خير وهو نادم على هذا العمل ويبحث عن غيره، فننصح بإكمال المشوار معه، ونسأل الله أن يعينكما على الخير، وإذا لم يكن عنده مانع، فنتمنى أن يتواصل مع الموقع ليعرض ما عنده حتى يسمع النصيحة، كأن تقولين له تواصل مع الموقع واسألهم عن عملك دون أن تخبريه بمراسلتك لنا، حتى يسمع الكلام من مصدر شرعي، بعد أن يبين لنا نوع العمل وطبيعة العمل.

ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكما به.

مواد ذات صلة

الاستشارات