السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي مع زوجي أنه يسمع كلام والدته دائما، حصلت العديد من المشاكل، وكنت أسمع إهانة أهلي وأصمت، وتخطيت الكثير، كنت ولله الحمد أتحمل مسؤولية المنزل بشهادة زوجي، ولا يعجب والدته ذلك.
غضبت ذات مرة ورجعت بعدها، ونحن نعيش في نفس المشاكل، حملت ولدي بنت، وكنت أرغب بالعمل بمرتب قليل، ووافق زوجي على عملي، وحينما أخبرت حماتي عن العمل قالت كلاما غير جيد لا يمكنني نسيانه.
منذ سنتين لا أفعل شيئا، تعبت ومرضت، وبعد ذهابي للعمل بيومين زوجي بدأ يتغير، وصار لا يرغب في عملي، بحجة أن ابنتي سوف تتعب، تشاجرنا يومها وطلب مني ترك العمل، علمت بأنها رغبة والدته، ورفضت ترك العمل، وكل هذا الخلاف لأنني لا أستطيع التوفيق بين أعمال المنزل والعمل، أقصد منزل والدته، علما أن حماتي تعمل، ولدى زوجي بالمنزل ثلاث أخوات.
بعد الشجار ذهب إلى أهلي، وطلب مني عدم الذهاب، وقال لو ذهبت إلى أهلك لا تعودي، وكلامه هذا ليس لأول مرة، وذهبت وبالفعل جلست لأكثر من شهر ولم يسأل عني، ولا يسأل عن ابنته، ولا يبعث لها الملابس، وبعد ذلك عدت مع زوجي واتفقنا أنني أقوم بأعمال منزلهم عندما أرغب دون إجبار.
حينما عدت عادت المشاكل، وغضب زوجي وهددني بأنه سيعامل أهلي بنفس الطريقة التي يعاملني بها، لن يكلمهم، ولن يزورهم، والله لم أعامل أهله بسوء، صار زوجي لا يجلس معي، ولا يتناول الطعام معي، دائما مع أهله بالطابق السفلي، علما أنه يذهب للسفر للعمل ويعود يوما بالأسبوع، ولا يجلس معي حتى نصف ساعة، وقال إنه سيتصرف بمزاجه كما أفعل.
اختصرت لكم الموضوع، وأنا لا أستطيع الذهاب والجلوس مع أهله، نفسيتي متعبة، وأريد حلا، فما نصيحتكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amira حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك في عمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به -أختنا الكريمة- فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: اعلمي بداية أنه لا يخلو بيت من مثل هذه المشاكل، حتى صارت سمة عامة، بل نقول لك إن ما أنت فيه من مشاكل هو أهون بكثير مما يصل إلينا، ولو اطلعت على الموقع لعلمت ذلك، لكن تضخيم المشاكل، وتحيز كل فريق لقوله، وتدخل الشيطان بهمزه ولمزه وتخبيبه، هو الذي يجعل المصائب تفور وتتضخم وتعظم، فإذا صادفت بيتا مبتعدا عن التدين، غير محافظ على الأذكار، فهذه بلية ونسأل الله السلامة.
ثانيا: اسمحي لنا أن نقول لك: إن الجميع قد أخطأ بما فيهم أنت، والسبب في ذلك كله أمران:
1- غياب العمل بالأحكام الشرعية، وعدم التقيد بالحقوق والواجبات التي نص عليها الدين.
2- غياب الحكم العدل، والرجل العاقل الذي يجمع بينكما ويحدثكما، ويفصل بينكما، حتى لا يتموضوع كل طرف في مكانه، ويبدأ في مهاجمة زوجه.
ثالثا: أختنا مع تفهمنا لحديثك تماما، ومع أننا نرى أن الزوج قد أخطأ في إلزامك بالنزول من البيت وأنت كارهة، وأن المفترض عليه بعد إذ رجعت أن يرطب قلب الجميع، وأن يكون جسرا للصلح بينكما، إلا أننا في المقابل لا نستطيع أن نقول لك: أنت على حق فيما فعلت من ترك البيت، ومن إلزامه ما لا يستطيع فعله، ومن رجوعك إليه على غير أساس واضح يحفظ للجميع حقوقهم.
رابعا: إننا ننصحك بما يلي:
1- التواصل مع الزوج وطلب الجلوس معه في مكان ما وحدكما لإنهاء كل المشاكل العالقة، وابدئي حديثك معه عن مكانته في قلبك وحبك له وحرصك عليه، وأنك لا تريدينه أن يعصي ربه في والدته، بل على العكس أخبريه أنك مسرورة بذلك، وأن بره بأمه دليل خير وعافية، لكن في المقابل لا تظلمني لأجل برها، هذا فقط ما أطلبه منك.
2- ابدأي بتقديم المبادرات، لأنه يصعب عليه التراجع، قدمي مبادرة لا ترهقك، وفي نفس الوقت تريحك، بأن تقولي له: أخبرني ماذا يرضيك دون أن تظلمني، اسمعي منه كلامه وزنيه بميزان العقل والحكمة، فإن بدا لك أن العرض جيد قولي له موافقة على أن يتدخل هو للصلح ويجمع بينكم، وإن بدت المبادرة ظالمة لك، استأذنيه أن يدخل بينكما رجل من أهل العلم والدين، ليفصل في الحكم، وأنك ترتضين حكم الله تعالى، لأنك لا تريدين إغضابه.
3-إن لم يوافق على تدخل أحد فوافقي بعد أن تنتزعي من الاتفاقية ما ترينه فوق قدراتك، أو فوق احتمالك، على أن يكون ذلك بالتوافق بينك وبينه.
4- لا تجعلي العمل في كفة، وحياة واستقرار بيتك في الأخرى، بل اجعلي العمل تابع وصلاح بيتك هو الأهم والأثمن.
5-بعد أن تتفقا على أمر وسط، أطلبي منه أن يصلح بينكم، وأن يكون وسيط خير حتى تكسري هذا الحاجز النفسي.
وأخيرا: دعينا اليوم لا نفكر من المخطئ ومن المصيب، دعينا نفكر كيف نصلح البيت، وهذا سيدفعك حتما إلى البحث عن بدائل وتحمل بعض المصاعب لأجل استقرار بيتك وأولادك.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يسعدك، والله الموفق.