السؤال
أنا فتاة عمري 23 سنة، ملتزمة ولله الحمد وعلى قدر كبير من الوعي، أعيش في أسرة تكثر فيها المشاكل، أكثر أفرادها منحرفين بحثت فيهم عن ناضج أو قدوة؛ للأسف لم أجد ولم أجد فيهم حتى من يسمعني لذلك تحدثت عبر الهاتف مع شخص غريب من خارج أسرتي، ولكنه إنسان خلوق ومتدين عمره 30 سنه متزوج، الحديث بيني وبينه احترام ليس به كلام حب وغرام، بل دائما أطلب منه النصيحة والمشورة، في حل مشاكلي وهو دائما يذكرني بديني ويوصيني بالتمسك بأخلاقي، يبعث لي الكتب المفيدة لأقرأها ولم يخطيء معي أبدا، أنا أنظر إليه على أنه أخ في الله أحبه حبا أخويا، وأرى فيه مثلي الأعلى في هذه الحياة وأحترمه كثيرا، وهو كذلك ولا نتحدث دائما فقط عند الضرورة، لا أحد يفهمني ويوجهني نحو الأصح إلا هو.
هل ما أفعله يعتبر خطأ؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك ويسددك، وأن يقر عينك بهداية أسرتك، وعودتهم إلى دينهم.
فقد أسعدني وجود فتاة ملتزمة في أسرة مفككة منحرفة، وسبحان من يخرج الحي من الميت، وتبارك من يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ونسأل الله لك السداد والثبات.
واحمدي الله الذي أوقعك في رجل فيه خير، واشكري الله على حفظه لك، ونتمنى أن تجدي من الصالحات الناجحات من تغنيك عن مكالمة الرجال، فإن العواقب لا تؤمن، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاقطعي حبال الاتصال مع ذلك الرجل، وأكثري من الدعاء له، واذهبي إلى مراكز القرآن والعلوم الشرعية، والزمي طريق الحق الذي ظهرت لك معالمه، وأرجو أن يعاونك هذا الشخص الذي – نحسبه على خير – في التواصل مع بعض الصالحات ممن يعرف.
كما أرجو أن يكون ارتباطك بالمراكز العلمية الشرعية كمؤسسات وليس كأشخاص، فإذا اتصلت بأي أحد من العلماء الموثوقين، فسوف تجدين عنده الخير والنصح، حتى لا يحصل تعلق وارتباط بشخص واحد، فإن ذلك فيه خطورة.
ولست أدري هل هذا الرجل جار، أم من منطقة أخرى؟ وكيف كان الوصول إليه؟ ولماذا هذا الرجل بالذات؟
ونحن نتمنى أن تتوقف الاتصالات، إلا في الضرورة القصوى، وأن يكون ذلك وفق ضوابط الشريعة، التي تريد للمرأة إذا خاطبت الرجال، أن تتجنب الخضوع في القول، وأن يكون كلامها بالمعروف وفي المعروف، وأن يكون بقدر الحاجة، فإذا كانت الكلمة الواحدة تكفي، فلا داعي للثانية والثالثة، وذلك لأن الله يقول: (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ))[الأحزاب:32].
واحرصي على البحث عن الصالحات، فهن ولله الحمد موجودات؛ لأن الاستمرار في مخاطبة الرجل قد تؤثر عليك، وتعكس صورة سالبة عن الملتزمات، ويفقدك ثقة أهلك رغم انحرافهم وضعفهم، فإنهم إذا وثقوا بك ساروا معك على درب الهداية.
فاتقي الله في نفسك، واعلمي أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس، وقد قال البني صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يربيك).
ولا تتوقفي عن دعوة أهلك، وأرجو أن يكون ذلك بحكمة وحنكة، ولتكن البداية بالأقرب إلى الخير والهدى، ليكون عونا لك على الآخرين.
ونسأل الله لك السداد والثبات.