السؤال
السلام عليكم.
أنا ولد مراهق، أصلي، وأختم القرآن الكريم، وأريد أن أحفظ القرآن، ولكن يراودني شعور أنني أشك بالله والأنبياء -أستغفر الله- يأتيني شعور الشك، والهم والحزن، والخوف من الله على هذا التفكير، وأدعو الله أن يبعد عني هذا التفكير، وأنا مريض بالوسواس قهري فهل سبب الوسواس القهري الشيطان أم أنا ملحد -أستغفر الله-؟
أنا خائف جدا من الله، ويراودني شعور عند صلاتي لصلاة الفريضة أنني كذاب، وفتان، وصلاتي كلها كذب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نمجا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تعلم أن عدونا الشيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وما يحدث من شكوك لا عبرة بها، بل رفضك لها وتواصلك مع الموقع ونقل هذا الشعور الذي تتضايق منه لما تأتيك هذه الشكوك في ذات الله تبارك وتعالى، كل ذلك دليل على أنك على خير، والنبي عليه الصلاة والسلام قال لمن قال: يأتي في أنفسنا الأمر زوال السماوات والأرض أحب من أن نتكلم به، قال: (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان، الله أكبر، ذاك صريح الإيمان)، ثم أعطى العلاج فأخبرنا أن الإنسان إذا حصل له هذا ينبغي أن يتعوذ بالله من الشيطان ويقول: (آمنت بالله) ويقول: (لا إله إلا الله) ويتعوذ بالله من الشيطان، ثم ينتهي، بمعنى أنه يقطع التواتر، يقطع الكلام حول هذا الموضوع، يقطع تواتر الأفكار، بحيث ينتقل إلى مكان، يكلم أصدقاءه، يذهب إلى والديه، يشتغل بأمور أخرى.
وأرجو أن تعلم أن علاج هذه الوساوس دائما يكون بإهمالها، ثم بالمضي في سبيل فكرة مضادة لها، إذا قال لك الشيطان: (أنت منافق وصلاتك كذا) تستمر في الصلاة، وهذا مما يغيظ عدونا الشيطان، لأن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فاستمر في صلاتك ولا تلتفت لهذه الوساوس والأحزان التي يأتي بها الشيطان من أجل أن يشوش عليك، والله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وإذا جاءتك مثل هذه الوساوس فامض فيما أردت ولا تلتفت إليها، ولا تقف عندها طويلا.
وأنت ولله الحمد على خير والدليل هذه الاستشارة التي كتبتها، وأنت ولله الحمد مصلي وخاتم للقرآن وترغب في حفظه، فلا عبرة بهذه الشكوك التي تأتيك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.