أعاني من الوسواس والاكتئاب والعلاج لا يناسبني

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بحالة هلع شديد من الموت، مع اكتئاب شديد، وأنا بعمر 26 سنة، وظل معي ثلاثة أعوام، ثم ذهبت إلى دكتور نفسي، وأعطاني علاج ميرتماش، ودوجماتيل، وسيرباس، و-بفضل الله- بدأت بالتحسن، وبدأت في ترك العلاج تدريجيا.

وفي عمر 36 سنة، بدأ يهاجمني وسواس من نوع آخر، فعادت حالة الاكتئاب مرة أخرى، وقام أحد الأطباء بوصف علاج لوسترال بجرعات متدرجة، وبالفعل بدأت بأخذ نصف حبة، وحينما تناولت قرصا كاملا تعبت كثيرا، ولم أستطع الإكمال، فقررت العودة والاستمرار على نصف حبة فقط، ومازالت حالة الاكتئاب والوسواس موجودة، طالما لا أتناول العلاج، وفي نفس الوقت لا أستطيع تناول الجرعة كاملة من العلاج، لأنه يتعبني جدا.

ملحوظة: يوجد لدي حالة رهاب، وأتأثر من المواقف المحرجة بصورة كبيرة، ولدي سرحان معظم الوقت، ونسيان في أوقات كثيرة، وحالة أشبه بالإرهاق الذهني، وحالة خمول شديدة، وفقدان الشهية للطعام، وكل هذه الأعراض تزداد، وبالخصوص أنني أعمل محاسبا، وهذا يؤثر على عملي كثيرا، وأريد علاجا لهذه الأعراض.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

رسالتك واضحة جدا، وكما تفضلت أنه كان لديك أعراض هلع ومخاوف، خاصة الخوف من الموت، وبعد ذلك ظهرت لديك بعض الوسوسة، وشيء من عسر المزاج الذي وصفته بالاكتئاب.

حالتك هذه نسميها بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، والمصحوب بعسر في المزاج.

طبعا الدواء مهم جدا في مثل هذه الحالات، خاصة في مثل عمرك، وأنا أعتقد أن الدواء الأفضل سيكون بالنسبة لك هو عقار (زيروكسات)، والذي يعرف باسم (باروكستين)، دواء ممتاز لعلاج المخاوف، ولعلاج التوترات والقلق والوسوسة، ومحسن رائع جدا للمزاج، -فيا أخي الكريم-: يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة 12,5 مليجراما، وهذا يسمى (زيروكسات CR)، أي أنه بطيء الإفراز، هذا أفضل؛ لأنه قليل الآثار الجانبية.

تبدأ بـ 12,5 مليجراما، وهذه هي جرعة البداية، كما أنها جرعة وقائية، بعد أن تشفى تماما -إن شاء الله تعالى-، استمر على 12,5 مليجراما يوميا، يفضل تناوله نهارا، لكن إن سبب لك النعاس فتناوله ليلا، وبعد شهر من بداية الجرعة ارفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما، وهذه هي الجرعة العلاجية، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12,5 مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر، وهذه هي الفترة الوقائية، وهي فترة ليست طويلة.

بعد ذلك اجعل جرعة الزيروكسات CR 12,5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الدواء تماما.

إذا هذه هي الخطة العلاجية الدوائية، وهي خطة علاجية علمية وراشدة جدا، وهذا الدواء سليم وقليل الآثار الجانبية.

وحتى نضمن أن أمورك تسير على خير سأصف لك دواء آخر لمدة قصيرة؛ لأنه سريع الفعالية، الدواء يسمى (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبرايد)، تأخذه بجرعة خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) مع الزيروكسات لمدة شهر واحد، بعد ذلك تتوقف عن الدوجماتيل، وتستمر على الزيروكسات بالكيفية والجرعة والمدة التي أوضحناها لك، أسأل الله أن ينفعك به.

إذا هذا مرتكز علاجي رئيسي، بعد ذلك تأتي العلاجات السلوكية والاجتماعية والإسلامية.

العلاجات السلوكية: تتطلب أن تكون دائما إيجابيا في تفكيرك وفي مشاعرك وفي أعمالك وأفعالك، وكل إنسان يعرف ما الذي يجب أن يقوم به، وكيف يكون فعالا، فيا أخي: احرص على هذا، احرص على التواصل الاجتماعي، على صلة الرحم، احرص على تنظيم الوقت، احرص على أن تكون مبدعا في عملك، عليك بالقراءة، بالترفيه عن النفس، احرص على العبادات بكلياتها، خاصة الصلاة في وقتها، وكن دائما في جانب التفاؤل، والرياضة مهمة جدا، الرياضة يجب أن تكون جزءا أصيلا في حياتنا؛ لأنها تجدد طاقاتنا، والرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، وأنت في عمر تحتاج فيه إلى الرياضة.

هذه –يا أخي– هي نصائحي لك، وأشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك ولنا العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات