بعد شتم مديري في العمل لم أعد أرغب بالعمل، فما توجيهكم؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أعمل في شركة، وبفضل الله مخلص في عملي، وكل من معي وأصحاب الشركة يعلمون مدى ذلك، وأقضي معظم يومي في العمل، مع وجود ظلم لي ولبعض العاملين في الشركة، والمشكلة الرئيسية أن مدير الشركة هو أخ لصاحب الشركة، ومع بعض ضغوطات العمل رفع صوته علي، وحتى لا يتفاقم الوضع خرجت من الشركة حتى يهدأ، وبعدها بنصف ساعة عدت للشركة، فعاتبته على ما فعل فرجع إلى رفع صوته حتى تفاقم الوضع إلى سبي، فشتمني، ورددت أنا كذلك عليه، حتى شتم أهلي.

لم يكن عندي مشكلة بأن أعفو عنه وأسامحه، إذا كان الموقف بيني وبينه، ولكن عندما وصل الأمر إلى أن يتطاول على والدي لم أجد في قلبي فسحة له بأن أعفو عنه.

أنا أعلم جيدا أن هذا من عمل الشيطان، ولكن أنا لا أستطيع أن أعفو عنه، ولا أستطيع العودة للعمل، علما بأن كل من حولي يقولون بأن الموقف لا يستحق أن أترك عملي من أجله، ولكن هذا خلاف ما عندي تماما، فهل إذا تركت العمل أكون آثما؟

مع العلم أني سمعت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بأن نطلب الرزق بكرامة وعزة نفس؟ ولا أجد نفسي عزيزا مكرما إن عدت لهذا المكان بعد ما حدث.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يفتح عليك أبواب رزقك بالحلال، وأن يكفيك بالحلال عن الحرام، وييسر لك رزقك.

وقد صدقت –أيها الحبيب– أن طلب المسلم لرزقه ينبغي أن يكون بعزة نفس، وأن يعلم المسلم تمام العلم أن الله تعالى قد قدر المقادير وكتب الأرزاق قبل أن نخلق، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، والمطلوب من المسلم هو أن يسعى ويبذل الأسباب المباحة لطلب رزقه.

ولكن الذي فهمناه من استشارتك أن هذا ليس سلوكا دائما يسب فيه والد ويعتدى فيه على عرض أهلك، وأنه موقف عارض، فإذا كان كذلك فلا ننصحك أبدا بأن تترك عملك من أجل هذا الموقف، وإذا كان هذا خلق من هو رئيس لك في عملك فحاول أن تتجنب الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتائج، فتجنب إغضابه بقدر استطاعتك، وتجنب الخوض معه بما يؤدي إلى السباب والشتائم، وتجنب أنت أيضا الإساءة إليه بالسب حتى لا تكون متسببا في سب أهلك ووالدك، فإذا فعلت ذلك فقد أديت ما عليك وأخذت بالأسباب المشروعة.

أما إذا كان سبه لأهلك ولوالدك خلقا دائما وليست زلة عارضة ولا موقفا طارئا؛ فلا تكلف أبدا بأن تبقى في مكان تجد فيه كل هذا الإيذاء. فإذا بحثت عن رزق في مكان آخر فإنك لا تكون آثما ولا عاصيا.

ولكنه غير خاف عليك – أيها الولد الحبيب – ما في أحوال الناس من تعقيدات في المعيشة وربما ضيق في باب الأرزاق وشح في فرص العمل؛ وهذا يستدعي منك أن توازن بين المصالح التي تجنيها من وراء عملك، والأضرار والمفاسد التي قد تترتب في معاملتك لإنسان مثل هذا المدير الذي وصفت، وتحمل الضرر اليسير أو الأيسر لدفع ضرر أكبر هو ما يرشدنا إليه الشرع الحنيف، وهذا معلوم عند العلماء أن المفسدة الصغرى ترتكب ليدفع الإنسان مفسدة أكبر.

فحاول أن تكون متزنا في تناولك للأمور، مدركا أن الواقع يتطلب منك أن تصبر على بعض الأمور لتدفع عن نفسك ما هو أمر منها وأكثر ضررا منها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويصلح أحوالك كلها.

مواد ذات صلة

الاستشارات