السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا معجبة بشخص، ودائما أفكر فيه، ودائما يجيء في بالي باستمرار، وأدعو له في صلاتي، والشخص هذا معجب بي أيضا، علما بأني لا أظهر أي تصرف يوحي بإعجابي به، ومهما أحاول إبعاد تفكيري عنه يرجع في تفكيري وعقلي، فهل علي حرج في ذلك؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك العفاف والتقى، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: رسالتك تدل على تدينك وحرصك على طاعة الله وعدم مخالفة أمره، وهذه -والحمد لله- بداية سليمة لمن أرادت السلامة لنفسها ودينها وأهلها، نسأل الله أن تكوني منهم.
أختنا: اعلمي أن ما تمرين فيه قد مرت فيه آلاف البنات غيرك، لكن هؤلاء على قسمين: من أسلمت عاطفتها للهوى وتركت حبال عقلها للشيطان، فهلكت وضلت، وهناك من علمت يقينا أن الأقدار ماضية، وأن من كتبه الله لها زوجا سيكون، وأن السلامة في الحفاظ على الدين، وأن العزة في المحافظة على القيم والأخلاق؛ فنجت وسعدت وصانت نفسها، وحفظت أهلها وأرضت ربها، وكلا القسمين لم يأخذ إلا ما قدره الله له، لكن شتان بين النور والظلام، وبين الصلاح والفساد.
أختنا: اعلمي أن الشيطان يتربص بأهل الصلاح ليفسد عليهم تدينهم ودنياهم، ويشتت أذهانهم بما لا قدرة لهم على تحصيله، ولا طاقة لهم في التوقف عن التفكير فيه، وهذا أقل ما يريده من الفتاة المتدينة، لكن لا يتوقف عند هذا الحد، لذا يحاول أن يعمق ما يلي:
1- إشراك القلب العامر بذكر الله تعالى ببديل مصطنع.
2- التفكير وكثرة الشرود الذهني في الشيء البديل.
3- تتبع الأخبار ولو من بعيد وتلمس الجديد منها.
4- زراعة الوهم -نعني به وهم السعادة- وهو شعور أريحي يقذفه الشيطان في القلب كلما جاء ذكر هذا البديل، أو نشوة تعتري المرء عند سماع اسمه أو صوته.
5- تضخيم هذا البديل في النفس، حتى تصل الفتاة إلى مرحلة تؤمن فيها أن الحياة لا تستمر إلا به، ولا تستقر بدونه، وأنه السعادة التي ليس بعدها سعادة.
هذه النقاط هي خطوات الشيطان إلى قلبك، فانتبهي أن يسلبك الشيطان لذة القرب من الله وأنت لا تشعرين، لأن كل خطوة تقربك من هذا الوهم تباعد بينك وبين تدينك.
عليه -أختنا- فالموقف الصحيح من هذا الإعجاب ما يلي:
أولا: الإيمان التام والقاطع بأن قدر الله غالب، وهذا الشاب لو كان في القدر زوجك فلن يكون لغيرك والعكس بالعكس.
ثانيا: الإيمان بأن ما قدره الله لك سيكون في الوقت الذي أراده الله، لن يعجل بالقدر قبل وقته حرص حريص ولا استعجال متعجل.
ثالثا: الإيمان بأن أقدار الله لا تنفك عن حكمته، فليس كل ما يراه العبد خيرا هو الخير والعكس بالعكس، وهذا بعض قول الله تعالى:(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
رابعا: وسيلة الشيطان للوصول إلى مبتغاه: الفراغ وكثرة التفكير، فاقطعي عليه تلك الوسيلة بما يلي:
1- الانشغال العقلي: بالمذاكرة أو الدراسة أو القراءة الحرة.
2- الانشغال الروحي: بالصلاة والذكر وقراءة القرآن.
3- الانشغال النفسي: وذلك بطمأنة النفس دائما بأن قضاء الله هو الخير، وأن الله أعلم بما يصلح وما لا يصلح، ويكفيك الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح دون تحديد شخص بعينه، حتى لا يستغل الشيطان الدعاء بتذكيرك به.
عليه فاجتهدي ألا تفكري في الشاب ولا تحاولي السؤال عنه، ولا تتبعي أخباره، وستجدين تعبا في البداية، لكنه أهون ألف مرة من الانخراط في العاطفة التي قد تؤدي إلى خاتمة سوء، لا نريدها ولا نرضاها لأخواتنا.
خامسا: الحديث إلى أمك دون غيرها فهي مصدر الأمان لك، واحذري أن تبوحي ما تشعرين لغيرها، سواء صديقة أو جارة أو قريبة، فإن القلوب -يا ابنتي- تتقلب، وقد يكون سر الأمس حديث الغد.
سادسا: إذا تقدم الشاب فلا تقبلي حتى تعرضيه على معايير الدين: فإن كان صاحب دين وخلق فالحمد لله، وإن كانت الأخرى فابتعدي، وخذي العبرة بكثير من أخواتنا اللواتي لم يضعن الدين معيارا، فعاشوا أبأس حياة وأشقاها، نسأل الله أن يسلمك وأن يصرف عنك هذا الشر، وأن يرزقك الخير في الدنيا والآخرة.
والله الموفق.