تائبة ونادمة على ما ارتكبت من المعاصي، فهل ستقبل توبتي؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابة، كنت أشاهد المسلسلات والمشاهد الرومانسية، وأستمع للأغاني والرقصات، وكنت أحب هذا كثيرا، ورغم هذا كنت أصلي ولكن لم أشعر بلذة القرب من الله -عز وجل- وطاعته، كنت كالتي تؤدي فروعها فقط.

في الأيام الأخيرة أردت الإقلاع عن هذه المعاصي، وفعلا بدأت في ذلك، قللت من سماع الأغاني، وأيضا من مشاهدة المشاهد المحرمة، وواظبت على الاستغفار والذكر، وقراءة القرآن، والاستماع للمحاضرات حول الله ونعمه التي من علينا بها سبحانه وتعالى، ولكن مشكلتي هي أنني أشعر وكأن توبتي ناقصة؛ لأنني لا أشعر بالندم حيال ما كنت أفعله لأنني كنت أستمتع به، أنا أخاف أن تكون هذه توبة ناقصة، لأنني بهذا الفعل أشعر وكأنني لا أستحيي من الله على ما كنت أفعله، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختي سيلا، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك. وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فأقول:

• بداية أختي الفاضلة احمدي الله تعالى لك على هذه النفس المؤمنة التي تتألم على وقوعها في الذنب وتخشى من نقص توبتها، وما أعطاك الله هذه النفس إلا رحمة بك ومحبة لك، وتوجع القلب وخوفه من نقص التوبة؛ دليل على حياة القلب، فهذا من نعم الله عليك وفضله.

• واعلمي أختي أن الله مع العبد متى كان العبد صادقا مع ربه، ومتى تاب إلى ربه وأناب، بل يبدل الله سيئاته حسنات "إلا من تاب وءامن وعمل عملا صٰلحا فأولٰٓئك يبدل ٱلله سيـٔاتهم حسنٰتۢ ۗ وكان ٱلله غفورا رحيما".
• الشيطان حريص على غواية الإنسان، وقد قال الله عنه: (قال فبماۤ أغۡویۡتنی لأقۡعدن لهمۡ صر ٰ⁠طك ٱلۡمسۡتقیم، ثم لآتینهم منۢ بیۡن أیۡدیهمۡ ومنۡ خلۡفهمۡ وعنۡ أیۡمـٰنهمۡ وعن شماۤىٕلهمۡۖ ولا تجد أكۡثرهمۡ شـٰكرین)، فالشيطان يتخذ كل الوسائل لإضلال الناس وغوايتهم؛ - والتي منها إشعارك بأن توبتك ناقصة وغير صادقة-، وعليه فأنت الآن في معركة مع الشيطان فلا تستسلمي له وكوني صامدة قوية.

• ومن محبة الله -عز وجل- لك أن مد في عمرك وأطال فيه، ولم يقبضك على معصية؛ وما هذا إلا من رحمة الله بك ولطفه.
• أختي الكريمة لا بد لك من صحبة صالحة؛ لأن الصحبة الصالحة من أكثر ما يؤثر في الشخص واهتماماته وتفكيره بشكل إيجابي وخير.
• لا تتركي لنفسك أوقات فراغ بل اشغلي وقتك بما ينفع سواء من أمور الدين أو الدنيا.

• احرصي قدر المستطاع على المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية، فهي تؤثر كثيرا في نفسية الإنسان إلى الأفضل.
• أكثري من قراءة القرآن، ومن قراءة كتب التائبين وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصص الصحابة، ومن الكتب الرحيق المختوم للمباركفوري، وصور من حياة الصحابة لعبد الرحمن رافت باشا، والعائدون إلى الله للمسند.
• الإكثار من الأعمال الصالحة من النوافل والصدقات، ودعاء الله عز وجل، والاعتصام به وقد قال الله: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ۚ إن الحسنات يذهبن السيئات).

• أسأل الله أن يغفر لك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

مواد ذات صلة

الاستشارات