السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في مجهودكم المبذول من أجل نشر دين الله وسنة نبيه.
المهم أنا كشخص طلبت للشهادة وسأرويها لكم، أحد الآباء سألني عن صاحب ابنه فقلت كل له شيء رأيته أمامي كان يفعله، لم أتهمه بأشياء باطلة، ولكني قلت الحقيقة، عندها عرف الابن عن المشكلة فذهب إلى الصاحب وقال: فلان نقل عنك كلام لأبي، وأصبحت سمعتي في الأرض على أنني فعلت النميمة، وقد خسرت البعض من الأصدقاء من أجل الشهادة.
سؤالي هنا: هل نممت؟ وهل فعلت فتنة؟ لأني لا أعرف الحقيقة، الرجاء أن تعطوني إجابة تشفي صدري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك وأن يصلحك، وأن يرزقك العمل الصالح والقول الصالح.
أخي: لا شك أن أمر الشهادة عظيم يقول الله عز وجل: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" ومن خلال ما ذكرت فقد استدعيت للشهادة وأجبت، وليس هذا من النميمة، ودعنا نعرف لك النميمة حتى تكون على بينة تامة.
النميمة أخي: نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد، وعليه فلها شرطان:
1- نقل الكلام.
2- لأجل أن تفسد ما بينهما.
وهذا لم نجده عندك والحمد لله.
فالنمام إنسان بوجهين يقابل كل من يعاملهم بوجوه مختلفة، وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: (تجد من شر الناس يوم القيامة، عند الله، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه).
أما ما حدث معك فالمسألة لا تعدو أن تكون اجتهاد منك قد يكون صوابا وقد يكون خطئا، ودعنا نفصل:
فالأمر لا يعدو أحد أمرين:
1- إما أن تكون هناك مشكلة حقيقة، ونزاع بين طرفين يحتاج الحكم إلى شاهد حتى يظهر الحق.
أو أنها مجرد معلومات يريد الأب بها معرفة أحوال صديق ولده.
فإذا كانت الأولى فلا حرج عليك، وقد وفيت، لكن بشرط أن تكون قد أجبت على قدر السؤال فقط، يعني إن كانت المشكلة محصورة مثلا في حضوره المدرسة وسألك عن ذلك، فيكفيك أن تقول: يحضر أو لا يحضر.
أما إذا تبرعت بالإجابة فقلت: لا يحضر ويهرب ويضرب الأولاد ويسرق أموالهم،،،، فهذا تجاوز لا ينبغي الوقوع فيه.
2- لو كان مجرد اطمئنان الأب على صديق ابنه فكان يكفي أن تقول له: يصلح أو لا يصلح، دون أن تفصل في الأمور التي لا ينبغي أو لا يحب صاحبك أن يعرفها الناس عنه. سيما الأمور التي أئتمنك عليها أو التي هي من الخصوصيات.
نرجو أن يكون الجواب شافيا واضحا والله الموفق.