شاب يريد الزواج بامرأة مطلقة ولديها أولاد ويخاف من ردة فعل أهله

0 589

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم على هذه الخدمة العظيمة التي تقدمونها لوجه الله، فجزاكم الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

يا سيدي! نحن في زمن فيه فتن كثيرة، وأشدها وأخطرها على المسلم ودينه النساء، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في النساء.

وقد ابتلينا بالاختلاط الذي فتح علينا أبوابا من الفتن كنا في غنى عنها، ولو أن المرأة لزمت بيتها ورحمت الرجل من فتنتها، ومن فتنة حبها وعشقها والتعلق بها، ومن وقع في مصيدة الحب والعشق مثلي كان الله في عونه، فقد وقعت في فتنة عظيمة لا ينجيني منها إلا الله - عز وجل - والذي أدعوه لنفسي ولكل مبتلى بهذا الابتلاء أن يسلمنا ويعافينا ويردنا إليه ردا جميلا آمين يا رب العالمين.

أنا يا سيدي تعلق قلبي بحب امرأة مطلقة وتكبرني بعام واحد، وقد مرت بتجربتين، انتهتا للأسف الشديد بالطلاق، وكان السبب في هذا الطلاق جميع الأطراف تقريبا أي أبوها وهي والزوجان السابقان، وذلك لسوء الاختيار والجهل في معرفة معادن الناس.

ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر، وأعود فأقول: هي زميلتي في العمل وابتليت بحبها وهي ابتليت بحبي، وقد كنت قبلها مرتاحا من هذا العناء فلم أسمح لنفسي بإقامة علاقة مع الجنس الآخر حتى ييسر الله وأتزوج، وأسلك الطريق الشرعي الذي أحله الله لنا ورغبنا فيه، ولكن في غفلة مني عن نفسي وتحت ضغط الاحتياج العاطفي للمرأة، وخاصة أن حياتي خالية من حنان من أي نوع وحياتي تقريبا خالية من النساء، حتى جمعتني مع هذه المرأة، وقد أعجبت بصفات تتحلى بها من حب العطاء والتفاني والإخلاص في العمل، وما تحمله من حب لكل الناس، حتى أنها لا تحمل حقدا على من كان سببا في مأساتها، وأيضا حبها واعتناؤها الشديد بأبنائها، ومن صفاتها أيضا عدم اكتراثها لزينة الدنيا كما هي حال كثير من بنات حواء.
المهم أنني في غفلة مني عن نفسي تورطت بمشاعري تجاهها فأحببتها وأتمناها لنفسي، وهي قد أحبتني أيضا، وقد عرضت عليها أن أتقدم لخطبتها، فهل إذا أقدمت على الزواج منها وقاطعني أهلي بسبب هذا الزواج أكون مذنبا وخاصة إذا قمت بحقها وحق رعاية أبنائها؟ وهل العمر هنا له تأثير؟ أنا عمري في 35 وهي تكبرني بعام ونصف.

وأيضا أريد أن أقول بأنني أشعر بالذنب يثقل ضميري بجعلها تحب من جديد وترغب بالرجال، ربما من جديد وأنا السبب وهي امرأة مطلقة.

بينوا لي جزاكم الله كل خير، بيانا شافيا وخاصة أنا اليوم أفكر بجدية في خطبتها والزواج بها وذلك حتى أحقق عدة أهداف:
الأول: أعف نفسي.
والثاني: أعفها هي.

والثالث: أرحم نفسي وأرحمها من هذه الفتنة.

أحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي لاتخاذ مثل هذا القرار غير السهل، وأهم شيء في الأمر أنني إذا سلكت الطريق الشرعي بالزواج منها، هل يوجد في هذا ما لا يرضي الله عز وجل؟

فأنا أعلم أن من أرضى الله عز وجل يرضي الله عز وجل عنه الناس.
أرجوكم أجيبوني فأنا في معاناة، ولي رجاء أخير أرجو ألا يتأخر الجواب فأنا على أحر من الجمر.
وجزاكم الله عني كل خير.

ولي سؤال أخير وهام وهو أنني لا أتحمل أن تتزوج برجل آخر فهل هذا الشعور ينم عن حبي لها أم هو مجرد تعلق وليس حبا حقيقيا أم هو شهوة فقط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عليك، وأن يلهمك رشدك، ويعيذك من شرور نفسك.
إن تصويب هذه الأخطاء يكون أولا بالتوبة والرجوع إلى من يغفر الذنب ويتوب على العصاة، ثم بالبعد عن مصائد الشيطان وأولها النساء، وأرجو أن تتحول الأفكار إلى واقع، والعلاقات إلى رباط وميثاق تحت سمع الناس وبصر الوالدين والأقارب، وخير البر عاجله، (وليس للمتحابين مثل النكاح)، فاترك التسويف وتدرج في عرض الأمر على أهلك واطرق باب أهلها وتعرف على أحوالهم، وابحث عن الأسباب الحقيقية لفشل التجارب السابقة في حياتها الزوجية، ولا تكتفي بالسماع منها وحدها، وأرجو أن يكون ذلك بطريقة لا تجرح مشاعرها.

ومن حقها أيضا أن تعرف أحوال أسرتك وأن يقف أولياؤها على أحوالكم، وحتى يحصل هذا ننصحك بالابتعاد عنها وتجنب الخلوة بها؛ فإن الشيطان هو الثالث، وليس في شريعتنا ما يسمى بزمالة الرجال للنسوان، فاتق الله في نفسك واجتهد في غض بصرك، ولا تتمادى في العصيان، فإن ذلك يغضب الملك الديان، وعد إلى صوابك وإلى سيرتك الحسنة في سالف الأزمان.

واعلم أن مسيرة الحياة طويلة، فلا تنظر للأمور بالعاطفة وحدها، واجعل للعقل موضعا، وادرس الأمر بتأن ودراية، وعليك بصلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير لمن بيده الخير، وشاور من حضرك من أهل الخبرة والمعرفة، وأرجو أن تجعل الدين أساسا لاختبارك وحياتك وتذكر أن مسيرة الحياة طويلة.

ولا شك أن الزواج الشرعي والرغبة في مساعدة الآخرين والتخفيف عليهم مما يرضي الله، ونتمنى أن يكون الطريق الموصل حسب ضوابط الشريعة، فإن الغاية لا تبرر الوسيلة، فلابد أن تكون الغاية مشروعة والوسيلة شريفة ومشروعة.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات