السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت فتاة منذ عامين، وتعلقنا ببعضنا كثيرا، وكانت نيتي من البداية الزواج بها، وأخبرت أهلها، فكان ردهم أن نبقى أصدقاء حتى تتخرج من الجامعة، ولكنا تعلقنا ببعضنا أكثر، وخلال العامين اجتهدت في عملي أكثر، وبحثت عن عمل آخر لأجهز نفسي بأسرع وقت حتى أصبت بغضروف في ظهري، وكان أهلها فرحين عندما علموا بأني سأتقدم لخطبتها.
عندما تقدمت رفض أهلها في البداية بسبب أنني لا أملك شقة باسمي، بل باسم والدتي، وأنه بعد فترة زمنية سأشتري شقة باسمي، بعدها أصبح الرفض معنويا، وأنهم غير مرتاحين تجاهي وقلقون، فابتعدت عني الفتاة وهي بحالة نفسية صعبة بأنها تريدني ولكن أهلها رفضوني، وتعيش بحالة تشتت ذهني.
أنا متعب جدا ولا أستطيع التركيز حتى بعملي، علما أنني موظف بعقد ثابت، ودخلي عال، وسيرتي طيبة بحمد الله، عدت لوالدها لأستفسر عن الأمر، ولكن الرفض بأنها ما زالت قد تخرجت حديثا من الجامعة وهي صغيرة، وكأنه يتهرب، وطلبت منه مجرد وقت لأشتري الشقة، قال بأن الأمر نفسي، وأنه النصيب، فماذا أفعل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل الطموح-، نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يهدي أهل الفتاة إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.
ليس أمامك إلا أن تكرر المحاولات، وتدخل أصحاب الوجهات، وتجتهد في إقناعهم، ونسأل الله أن يهديهم إلى الحق والخير. وإذا صعبت الأمور وتعقدت فالنساء غيرها كثير، والفتاة هي التي تتضرر، ونسأل الله أن يعينها على إيضاح وجهة نظرها، ولو بالتواصل أو بإشراك عماتها أو خالاتها وأعمامها وأخوالها، ممن يمكن أن يؤثروا على الأسرة.
لكن إذا تكرر هذا الرفض منهم واستمر هذا الغموض، فننصحك بأن:
(أولا) توقف الاتصالات حتى لا تتمدد العواطف، ونحب أن نذكر أننا دائما نوصي الشباب بأن تكون الخطوة الأولى هي ما جعلها الشباب آخر الخطوات، فأول الخطوات هي أن نطرق الباب، هي أن نتأكد من إمكانية إكمال المشوار، ولكننا نخطئ عندما تتعمق العلاقة عاما، عامين، ثلاثة، ثم بعد ذلك نصدم بأن الأهل يرفضون هنا أو هناك، وهذا إشكال، وهذا أيضا ينطوي على مخالفات شرعية، لأن العلاقة الحلال تبدأ بالرباط الشرعي، وتستمر مع التعارف ومع الأيام بالتعاون على البر والتقوى وتزداد رسوخا.
فنسأل الله أن يهديهم للحق والخير، وأنت نوصيك بأن تكرر المحاولات كما قلنا، وتجتهد في أن يوافقوا، فإن عجزت فليس أمامك إلا أن تفتح لنفسك آفاقا أخرى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.