أخت زوجي لا تحب لي الخير، فكيف أتعامل معها؟

0 1

السؤال

السلام عليكم

أتمنى من قلبي أن تجيبوني على استشارتي؛ لأنني حقا مشوشة.

أخت زوجي بها مس من الجن، وكانت مسحورة من قبل، ولكن نادرا ما تأتيها أعراض المس، مرة صبغت شعري، وعندما دخلت من الباب ورأتني تغير وجهها، ثم أدارت وجهها، وبدأت ترتجف، وتغمض عينيها، وكأنها تحس بتخدير في جسمها.

ومرة أخرى، أخذناها إلى بيتنا الذي لم يكتمل بعد، أي أنه قيد الإنشاء، وعندما دخلت وبدأت ترى البيت تغير حالها، وأرادت الخروج فورا، ثم خرجنا وبدأت تمسك رأسها، وتقول "رأسي سينفجر". كأنها لا تحب لنا الخير، وعندما تراني تحب أن تحبطني دائما، وأشعر أنها تغار وتحسدني على أبسط شيء.

فسروا لي هذه الحالة أرجوكم؛ لأنني أصبحت لا أطيق الجلوس معها عندما تأتي إلينا؛ لأنني لا أكون مرتاحة معها، هل المشكلة فيها أم في بيتنا الجديد؟ هل يوجد جن في بيتنا، لذلك لا تستطيع الدخول إليه؟

أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يوفقك، وأن يسعدك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص سؤالك، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نرجو منك الهدوء والتريث وعدم القلق؛ فكل ما ذكرت لا داعي للقلق منه أبدا، وهي أمور بسيطة وعلاجها بسيط، لكن دعينا ابتداء أن نؤسس قاعدة وهي: إن الضار النافع هو الله وحده لا شريك، لا يملك أحد مهما علا سلطانه أو تضخمت ذاته أن يضرك بشيء لم يكتبه الله عليك، فاطمئني وقرى عينا، واقرئي معنا هذا الحديث: عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، رواه الترمذي، حديث حسن صحيح.

وفي رواية الإمام أحمد: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).

هذه هي حقيقة الإيمان -أختنا- ومن آمن بها أيقن أن الأمور بيد الخالق لا المخلوق، من آمن بها عرف حقيقة الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه).

وقد وصى عبادة بن الصامت ابنه بذلك فقال: "واعلم يا بني أنك لن تبلغ حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك".

ثانيا: وجود الجن ثابت بالكتاب والسنة، واتفاق الأمة قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: 56] وقال تعالى: (الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) [الناس 5/6].

وتلبس الجن بالإنسي كذلك ثابت قال تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [البقرة:275]، وفي الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، لكن الشيء الأكيد أن كيد الجن ضعيف، وأن تأثيره على المؤمن لا يكاد يذكر أو منعدم تماما، فلا تقلقي -أختنا-.

ثالثا: ما حدث مع هذه الأخت هو نوع من ذلك، يريها الشيطان ما تخاف منه من أجل أهداف، منها إيقاع الشحناء والبغضاء بينكما، وهذا رغما عنها لا يد لها فيه، فلا تتخذي منها موقفا عدائيا، فهي تحتاج إلى من يساعدها لتتجاوز هذه المحنة.

إننا نؤكد لك أن الأمر ليس فيه حسد منها عليك، ولا عدم إرادة الخير لك، ولا غيرة منك، فقط هي مريضة والشيطان يريد الوقيعة بينكما، وإننا نرجو منك أن تجتهدي وزوجك في علاجها، ابحثوا عن راق شرعي على الكتاب والسنة وساعدوها، والله يكتب الأجر لكم.

أما أنت فنريدك أن تداومي على الأذكار صباحا ومساء، وقراءة سورة البقرة في البيت ليلا أو سماعها، واستعيذي بالله من كل شيء يضيق صدرك عليها.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يشفيها، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات