كيف أنصح أخي وأرشده للطريق الصحيح دون حدوث مشاكل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليس لدي من أبوح له بالأمر، وأخاف أن لا أتصرف مع المشكلة بحكمة وأمانة، أرجو منكم الإفادة.

اعترف لي أخي منذ فترة بعيدة ممتدة لسنوات أنه كان يتعاطى أحد أنواع المخدرات حينما أوشك على الوقوع بمشكلة نتيجة هذا الفعل، وأبدى ندمه، وطلب مني المساعدة حتى يتخلص من مشكلته وقتها، ولم أتحدث في الموضوع معه إلى هذا الوقت.

واكتشفت منذ شهر أنه يمارس المحرمات، وتأكدت من صحة الأمر دون مفاتحته أو مواجهته، ولم أشارك ما وجدت من دلائل مع أحد، وكلما بادرت إلى مصارحته ومواجهته أتردد خوفا من توابع هذا الأمر، أو أن أكون سببا بتفاقم المشكلة بدلا من حلها، خصوصا أنني فسرت حلما رأيته في منامي أني أتسبب في مشاكل أسرية، ولم أكن قادرة على التعامل بهدوء مع الأمر وقتها.

أخي متزوج ولديه عائلته، ويقيم معي وأهلي بالمنزل، لا يمكنني إخبار أبي أو مشاركته في الأمر لمرضه، ولن يقوى على تحمل هذ الخبر.

أرجو منكم إرشادي حول كيفية التصرف الصحيح مع أخي ومواجهته بما يرضي الله دون أن أفاقم المشكلة؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روزانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام والاغتمام لأمر هذا الأخ، الذي نسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

إذا كان هذا الأخ قد طلب منك المساعدة وأخبرك ببداية ما حصل معه، فمن المناسب التواصل معه وحده، وحفظ هذا السر، والحرص على أن يكون الأمر بينكما، ومصارحته والحديث معه حول هذا الأمر، لأن هذا من الأمور المهمة، وننصحك بعد ذلك دعوته للتواصل مع الموقع، التواصل مع الجهات يمكن أن تساعده، فإن من يريد الحل ويريد العلاج من هذه الأمور سيجد السبل المناسبة والطرائق المناسبة، وكل ذلك دون أن تخبري أهلك، أو زوجته، أو أولاده، أو إخوانه، فحفظ هذا السر من أكبر ما يعينه على بلوغ العافية.

وأرجو أن يكون تطمينك له من هذه الناحية في بدايات الأمر، أنك تكتمين هذا الأمر منذ البداية، وأنك تريدين أن تعرفي التطورات التي حدثت، وأنك ربما تلاحظين عليه بعض الأمور، مثل: التعب، والإعياء، والتغيب الكثير، أو نحو ذلك من الأشياء التي تشعرك أن الأمر غير طبيعي، ولا تخبريه بما رأيت من أحلام، أو بأنك تسيئين الظن، أو نحو هذه الأمور، أرجو ألا تبادري بإثارتها، ولكن إذا ذكرها هو فلا مانع من أن تتكلمي معه في هذا الاتجاه، وتؤيدي وتدعينه إلى ما يحافظ به على دينه وأخلاقه وقيمه وأسرته وصحة الوالدين، وأن يراعي هذه المصالح، وأنا على ثقة أنه طالما فتح معك الموضوع قبل فترة فإن مناقشته مرة أخرى لن تكون صعبة، لأن البداية واضحة، وهو الذي بادر وطلب منك المساعدة في ذلك الوقت.

ونسأل الله أن يعينك على الخير، والأخت لها منزلة رفيعة عند شقيقها، وتحيني الفرصة المناسبة التي يكون فيها معك وحدك، واختاري الوقت المناسب، وأرجو أن يكون النصح بلطف والسؤال، يعني كأنك تريدين أن تسألي وتستفهمي عن بعض الأمور، ونتمنى أن يجد من كلامك تجاوبا، ودائما الذي يقع في هذه المشكلات يحتاج إلى من يتكلم معه ويفضفض عنده كما يقال، ويعرض عنده ما عنده من صعوبات ومشكلات، و-الحمد لله- هناك جهات رسمية وغير رسمية ومواقع استشارية يمكن أن تساعده على بلوغ العافية، بل يمكن أن يكتب ولو برمز وهمي أو اسم وهمي إلى الموقع، ليجد التوجيهات والنصائح، فدليه على التواصل مع موقعك، وله أن يطالب بحجب الاستشارة، فلن يراها بعد ذلك أحد، إلا إذا أراد هو أن يخبر بها أي إنسان آخر، -الحمد لله- أبواب الخير موجودة.

إذا نريد أن تستمري في الستر، تستمري في الدعاء، تستمري في المحافظة على خصوصيته، وتحاولي أن تناقشيه بلطف، وابدئي النقاش معه والكلام بذكر ما عنده من محاسن وإيجابيات، وأن مثل هذه الأمور لا تشبه المتميزين من أمثاله، وعبري له عن حبك له وتقديرك له، وحرصك على أن تكون الحياة مستقرة، وبيني له حاجة الوالدين إلى حياة هادئة.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات