السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة، نشأت في أسرة متدينة ولله الحمد، وليس لي أي خلطة بالشباب، ولا بشباب من أقربائي، ولكن لا أدري كيف تسلل إلي حب ابن عمي، والذي لم أره منذ ٨ سنوات منذ كنت طفلة حينها، ولم أكلمه يوما، ولكن حصل أني أصبحت فجأة مهتمة بأخباره، ومنشغلة بالتفكير فيه، ولا أبقى على طبيعتي حين يذكر اسمه، وقلبي دائما ينبض بشدة عندما يذكر شيء عنه.
فما هو تفسير ذلك، وبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك العفاف والتقى، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر إنه جواد كريم.
وقد أجابك الشيخ أحمد الفرجابي في استشارة أخرى، وقد أجاد وأفاد، ونحن نكمل كلامنا من حيث انتهى، وبالله التوفيق.
أختنا الكريمة: لا شك أن الشيطان يتربص بأهل الصلاح، يريد أن يفسد عليهم دينهم، ولأنه ماكر وخبيث ويعتمد سياسة النفس الطويل؛ فقد يبدأ بالمباح ليصل إلى المحرم، ووسيلته مع من في عمرك كالتالي:
1- إبدال القلب العامر بذكر الله تعالى ببديل مصطنع.
2- كثرة الشرود الذهني في شيء بديل لا ينفع ولا يفيد.
3- تتبع الأخبار من بعيد وتلمس الجديد منها.
4- زراعة وهم السعادة، وهو شعور مريح يقذف به الشيطان في القلب كلما جاء ذكر البديل، أو نشوة تعتري النفس عند سماع اسم أو صوت من تحبين.
5- تضخيم هذا البديل حتى يصل إلى مرحلة أن الحياة لا تستمر إلا به، ولا تستقر بدونه، وأنه السعادة التي ليس بعدها سعادة.
6- إقناعك باستحالة الحياة بدونه.
هذه النقاط الست هي خطوات من الشيطان إلى قلبك، واعلمي أنه لا ينتقل من خطوة إلى أختها إلا بعد استحكامها تماما، والآفة الكبرى أن كل خطوة تقلص من الوازع الديني عند الإنسان، وتزيد من مساحة خوض الشيطان، وهنا يكمن الخطر.
وعليه: فالموقف الصحيح من هذا الهاجس يتلخص فيما يأتي:
أولا: الإيمان التام والقاطع بأن هذا الشاب لو كان من نصيبك لأتى إلى دارك وتقدم لخطبتك، وأنت ملكة متوجة على كرسي العفاف لم ينتقص من دينك شيء.
ثانيا: الإيمان بأن ما قدره الله كائن، وأنه لن يعجل بالقدر قبل وقته حرص حريص ولا استعجال متعجل.
ثالثا: الإيمان بأن أقدار الله لا تنفك عن حكمته، فقد يرى الإنسان أحدا ما صالحا له والله يعلم غير ذلك فيصرفه عنه، وهذا بعض تفسير قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
رابعا: وسيلة الشيطان للوصول إلى ما يريد الفراغ وكثرة التفكير، فاقطعي عنك هذا الهاجس، ولا تمكني الشيطان منك، ولا تفكري في الشاب، ولا تحاولي السؤال عنه، ولا تتبعي أخباره، وستجدين تعبا في البداية، لكنه أهون ألف مرة من سوء عاقبة لا نريدها ولا نرضاها لمثلك من أخواتنا.
خامسا: التحصن بالدعاء والذكر، والمحافظة على النوافل والسنن، وشغل أي فراغ ينتظرك بالقراءة والتعلم وفيما ينفع من أمر دين أو دنيا.
سادسا: للصحبة الصالحة دور كبير في تجاوز مثل هذا الأمر، فاحرصي على مصاحبة الصالحات الطيبات، اللاتي يعنك على الطاعة والتقرب إلى الله تعالى.
نسأل الله أن يصرف عنك الشر، وأن يرزقك الخير في الدنيا والآخرة، والله الموفق.