السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوج منذ 4 سنوات، وعندي ولدان و-الحمد لله-، زوجتي ساعدتني في الالتزام بالصلاة في المسجد مع الجماعة، والدوام على الأذكار؛ لكنها عنيدة بشكل كبير ومستمر، وترفع صوتها رغم تنبيهي لها أكثر من مرة، ولو طلبت أي أمر منها فيما يخص المنزل أو الأطفال، تقابله بالرفض، أو تفعله باستياء وغضب، حتى أنني أصبحت أتجنب طلب أي شيء منها إلا للضرورة، وأطلب الطعام من الخارج معظم أيام الأسبوع.
في إحدى المرات طلبت منها أخذ ابني لأنني أريد النوم، فردت بتهكم وغضبت، وصارت ترمي الأغراض، حملت ابني وأدخلته الغرفة لكي لا يرى النقاش، وكنت في حالة غضب منها، فسألتها ما بك؟ قالت لا شيء، وتنظر لي كأن شيئا لم يكن، وبعد ذلك طلبت منها تنظيف مكان الأكل، ردت وقالت بعد أن أنتهي، فقلت لها أجيبي بنعم وكفى، فقالت حسبي الله ونعم الوكيل، قمت وصفعتها على وجهها، فهل أخطأت؟ وماذا علي/ علينا أن نفعل لتجنب مثل هذه الأمور؟ علما أنني اعتذرت منها.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجلب لكم الطمأنينة، وأن يصلح الأحوال.
سعدنا جدا باعترافك بفضل زوجتك وأنها كانت عونا لك على الالتزام في الصلاة، وأزعجنا ما يحصل منها من معاندة، أو أمور لا ترضيك في البيت، ونحب أن نؤكد أولا ونذكر بالمعيار النبوي: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فكلنا ذلك الناقص الذي له إيجابيات وفيه سلبيات، النقص يطاردنا رجالا ونساء، وإذا ذكرك الشيطان بما فيها من السلبيات فتذكر ما فيها من إيجابيات.
وهذا لا يعني أننا نوافق على التصرفات المذكورة، ولكن نتمنى أن تحاول أولا حشد الإيجابيات وشكر الله عليها، ثم بعد ذلك تعرض عليها تلك الإيجابيات وتشكرها، وتتمنى منها أن تتخلص من الأمور السلبية، وقم بنفس الشيء مع نفسك أيضا، حاول أن تتفادى الأمور التي تغضبها، وكنا نتمنى أن تعطينا فكرة: لماذا هي ترفض؟ هل هي مشغولة؟ هل هي متعبة؟ هل عندها أشغال أخرى؟ أم أن هذا الرفض بلا أسباب كما ظهر في بعض المواقف التي أشرت إليها؟ لأن هذا يعيننا ويعينك على فهم الأمور ووضع الأشياء في نصابها.
إذا عليك وضع الإيجابيات في كفة وإلى جوارها السلبيات، وشكر الله على الإيجابيات، ثم المناقشة معها بهدوء في السلبيات، واسمع منها، أو شجعها أن تكتب للموقع، ويمكنكم أن تكتبوا استشارة مشتركة، يبين فيها كل إنسان ما عنده، حتى نستطيع أن نرد ردا شاملا، وتظهر لنا الصورة الكاملة، واطلب منها أن تتواصل مع الموقع، وتذكر ما يحصل بينك وبينها، حتى تجدوا التوجيهات المناسبة، وقد سعدنا أنك أبعدت طفلك عند الشجار، ونتمنى أيضا ألا تعيد ضرب الوجه، لأن هذا منهي من الناحية الشرعية، فيه نهي من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يضرب الوجه، لأن الإنسان ينبغي أن يتفادى الوجه والمناطق الحساسة إذا اضطر إلى الضرب، ولا نريد أيضا أن تسارع بالضرب، لأن الكمال هو هدي النبي الذي ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما، -صلى الله عليه وسلم-.
وقد سعدنا أيضا أنك اعتذرت لها، ونتمنى أن يسود الهدوء داخل البيت، ولكن الهدوء صناعة مشتركة، لا بد أن تقوم أنت بدورك، وتقوم هي بدورها، وتستعينوا بالله تبارك وتعالى، وعمروا البيت بذكر الله، واعلموا أن الشيطان حريص على التحريش بينكم وعلى خراب البيوت.
نسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.