قلة اكتراث الزوجة بمتطلبات الزوج وإهمالها في تلبية رغباته

0 418

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أحببت امرأة وتزوجتها منذ سنتين تقريبا، وهي من مدينة عكا، من عرب 48، وأصبح لدينا طفل والحمد لله، ولكن أعاني من أن زوجتي كسولة جدا، ولغاية الآن لا تعرف الطبخ، فأنا والله أشتهي أن آكل مثل جميع الرجال في بيوتهم، وهي لا تبالي بي عندما أحضر إلى البيت، من ناحية استقبال زوجة لزوج يعمل أكثر من 15 ساعة تقريبا، ولا تفكر بأن تحضر لي الماء قبل وصولي، ولا العشاء مثلا قبل وصولي، ولا تفكر في تجهيز ملابسي قبل أن أطلب منها ذلك، وأشعر كأنني فقط متزوج من أجل المتعة، مع أنها لا تبادلني الشعور نفسه من هذه الناحية.

ومع أنني طلبت منها أكثر من مرة بأن تفعل ذلك، مع أن أخواتي ووالدتي تحدثوا معها بأمور عديدة، ولكن لا حياة لمن تنادي، وعند سؤالي: لها هل تحبينني؟ تبكي وتقول: أنت كل شيء في حياتي، وكذا وكذا، وأنا واثق بأنها تحبني.

ولكن ما الحل؟ أرجوكم ساعدوني قبل أن أتسرع في أمور لا أعرف إلى أين تنتهي، وجزاكم الله خيرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
إن كنت واثقا من حبها لك فلتصبر عليها، وشجع كل خطوة إيجابية ولو كانت قليلة، وإذا كانت تلبي طلباتك ولكن بعد أن تطلب منها، فاشكرها على ذلك، واعلم أن أول الغيث قطرة، وقل لها حبذا لو كان هذا قبل أن تطلب منك، وأرجو أن تتجنب مقارنتها بغيرها، ولا تكثر من الشكوى منها خاصة لوالدتك وشقيقاتك، فإن ذلك قد يزيد من تعقيد العلاج، ويكسر عندها حاجز الحياء من الناس، فتصاب باللامبالاة ويحدث نفور بينها وبين أهلك.

ولست أدري كيف كان حالها في بيت أهلها، ومن الذي كان يخدمها؟ وكيف هي في تعاملها مع طفلها؟ وما هي الجوانب الإيجابية فيها؟ ولا يخفى عليك أن الإجابة عن هذه الأسئلة تعطي أضواء كاشفة على حياة هذه المرأة، وهي إشارات ضرورية في مسيرة التصحيح والعلاج، كما أن تذكرك للجوانب الإيجابية فيها يعينك على تقبلها ثم على إنصافها، وهذه هي أولى خطوات العلاج، فإن الإنسان إذا قيل له يعجبني فيك كذا وكذا وحبذا لو انتبهت لمسألة كذا وكذا، يتقبل النصح ويحرص على التغيير، أما إذا قيل لها إنه فيك كذا وكذا وليس فيك خير ولا أمل في نجاحك وتغيرك، تصاب بالإحباط.

وأرجو أن تعرف أن السنوات الأولى في الحياة الزوجية تحتاج لجرعات كبيرة من الصبر من الطرفين، وذلك حتى يتأقلم كل منهما على الآخر، ويحاول كل طرف إجراء بعض التغييرات في نمط حياته.

وغدا سوف تتعلم هذه الزوجة –بإذن الله– الكثير والكثير، ولا أظن أن أحدا يجد زوجا بلا عيوب، ونحن معشر الرجال لا نخلو من العيوب، وأرجو أن تتأكد أولا من مواظبتها على الصلاة والطاعات، ويسعدني أن تكون قدوة لها في كل ذلك، وحبذا لو جعلت لنفسك وقتا تشترك معها في تلاوة القرآن أو في صلاة ركعات لله والناس نيام، وارفعوا حاجتكم لمن لا يغفل ولا ينام، فسبحان من يمنح العافية ويعطي النشاط والنظام، ويحب الألفة والوئام.

والله ولي التوفيق والسداد!

مواد ذات صلة

الاستشارات