السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أحيانا أشعر أني أكره الحياة؛ لأن فيها ابتلاءات، وليس لدي أحلام، فهل فعلا الحياة بهذه الصعوبة، أم الحياة جيدة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أحيانا أشعر أني أكره الحياة؛ لأن فيها ابتلاءات، وليس لدي أحلام، فهل فعلا الحياة بهذه الصعوبة، أم الحياة جيدة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يعتقد الإنسان أن حياته غير سليمة بسبب أنه وضع في مخيلته تصورات مثالية للحياة، مثل أن يظن أن الحياة يجب أن تمر بغير ابتلاء أو كذا، وهذا يجعله في حالة إحباط أو قنوط من الحياة، وعلاج ذلك هو بناء تصور صحيح للحياة.
فالله تعالى قال في القرآن: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي عناء ومشقة، فالدنيا لا تخلو من الابتلاءات، وليست على خير منوال دائما، فارض بما كتبه الله لك، كي تهنأ نفسك وتستقر. وقد قال الشاعر: وهل عيش بلا كدر يطيب؟
فلا تجزع -أخي الحبيب-، وكن واثقا من نفسك، وشجاعا في مواجهة الحياة بكدرها، وقارن نفسك بمن هو أسوأ منك حالا في هذه الدنيا، كي تحمد الله على حالك، وتستشعر نعمة الله عليك.
وأذكرك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
وفي ذلك يقول ابن القيم في حق الابتلاء والمصيبة: "أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له، وأن خاصية المحبة وسرها: موافقة المحبوب؛ فمن ادعى محبة محبوب ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه؛ فقد شهد على نفسه بكذبه، وتمقت إلى محبوبه".
إضافة: والحياة ليست كلها ابتلاءات بل فيها من الأمور الجيدة الكثير والكثير، لكن ينبغي على الإنسان أن يكون جميلا حتى يرى الوجود جميلا، بل إن الابتلاءات تكون جيدة في حق المؤمن الراضي بالقضاء والقدر بحق، كما جاء في الحديث: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له). رواه مسلم .
وفقك الله لما فيه الخير.