السؤال
والدي ينظر إلى القنوات الغربية في التلفزيون، وهو معروف لدى الناس باحترامه وأدبه وعلمه، فكيف العمل معه؟
والدي ينظر إلى القنوات الغربية في التلفزيون، وهو معروف لدى الناس باحترامه وأدبه وعلمه، فكيف العمل معه؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مرعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك ويرزقك رضا مولاك.
إن الإنسان إذا أراد تقديم النصح لأحد والديه يجب أن يراعي الأدب والاحترام، ويرفق بهما، ويقدم بين يدي نصحه وتوجيهه ألوانا من البر وصنوفا من الإحسان، وحبذا لو وجد في أعمامه ومن هم أكبر منه من يستطيع أن يبذل النصيحة، شريطة أن يكون ممن يحترمهم الوالد ويستمع لكلامهم.
ونحن لا نخفي إعجابنا بغيرتك وحرصك على تقديم الهداية والنصح لوالدك، ونسأل الله أن يكثر في شبابنا من أمثالك، وأرجو أن يكون لك أسوة حسنة في نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، الذي قدم النصح لأبيه في لطف وأدب، ونقل القرآن تلطفه في الدعوة ورفقه بأبيه فقال سبحانه: (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا * قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ))[مريم:41-47].
ولا شك أن القنوات الغربية ومعظم الشاشات العربية لا تدل على الخير، ولا تدعو للفضيلة، وهي حرب على قيمنا وأخلاقنا، ولها آثارها الخطيرة على كبارنا وصغارنا، وإذا أحسن الناس الظن بالإنسان فينبغي أن يكون عند مستوى ظنهم، وأن يكون عنده حياء، والحياء خلق الإسلام، وأرجو أن تذكروا هذا الرجل بخطورة ذنوب الخلوات، وأن أسوأ الناس منزلة عند الله الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وويل ثم ويل لمن يحسن ظاهره للناس، ويبارز بالعصيان والقبائح رب الناس.
وهذه القنوات تعتبر غزوا ثقافيا وحربا على أمتنا، لا تقل خطورتها عن الحرب العسكرية، بل هي تمهيد لها؛ لأن الناس إذا تابعوا القنوات وانهمكوا في الشهوات وعشعشت في رءوسهم الشبهات؛ حلت بهم الهزائم والنكبات، كما أنها سبب رئيس في التفكك الأسري والفساد العقدي، ولا أظن أن العدو يخسر الأموال دون أن يحقق ما عنده من أمنيات وآمال، فمتى ينتبه العقلاء من أمة سيد النساء والرجال.
وأرجو أن تذكروا والدكم بفضله وعلمه وسمعته بين الناس، وضرورة أن يحافظ على ذلك، فإن العاقل إذا أحسن الناس به الظن ارتفع إلى حسن ظنهم.
والله ولي التوفيق والسداد.