أخطأت بحق الفتاة التي أنوي خطبتها، فكيف أعتذر لها؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

في ثالثة كلية طب بشري هناك واحدة من بلدتي في كلية الطب أيضا، كنا نعرف بعضنا منذ الإعدادي، وكان فيما بيننا شيء من الود، ولكن لا حديث بيننا، وأنوي في نهاية السنة الخامسة في الكلية خطبتها، تعديت حدودي منذ سنتين من كلام فيه شيء من التلميح والإعجاب والخوف من فقدها، فقامت بعمل حظر لي، ولها الحق، ولكن منذ سنتين يأكلني الندم أكلا لا أستطيع وصفه، ونضج فكري، وعرفت أن الحلال لا يأتي إلا بطاعة الله، الآن أختي صديقة لها، فهل يجوز أن تشرح لها صدق نيتي وتعتذر لها نيابة عني، وأن هذا الخطأ غير مقصود؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا شك أن وجود شقيقتك معها مكسب كبير، وهي أقرب الناس إليها، فالنساء يفهمن النساء، وعليه أرجو أن تقوم أختك بهذا الدور، وهذه تعتبر أنجح أنواع طرائق الارتباط في الحياة الزوجية، أن يكون الارتباط عن طريق الأخت أو العمة أو الخالة، لأن النساء أعرف بالنساء.

ولست مطالبا أن تبين لأختك ما حصل منك، ولكن يكفي أن تبدأ بأن تثني عليها، وتبين لها أن شقيقها بحاجة إلى أن يرتبط بها، وأن يأتي إلى دارها من الباب، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأننا سنعرف عندها إن كانت مرتبطة بغيرك أو لا، إن كانت أسرتها قد جهزت لها فارس الأحلام أم لا، إن كانت راغبة في الزواج أو غير راغبة ... كل هذه الأمور لا بد أن تعرف أولا.

وعليه: نحن لا نؤيد التمادي مع العواطف - لأنها عواصف - قبل أن تعرف إمكانية الارتباط، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بالطريقة المذكورة، وأرجو أن تبين وجهة نظرك لشقيقتك، وتطلب منها أن تنقل لها ما عندك من مشاعر، ومن رغبة في الحلال، ونسأل الله أن يعينكم على طاعة الكبير المتعال.

أما الموقف الذي حصل فإذا بادرت وذكرت لأختك هذا الموقف فيمكن أن تبرر لأختك، وبعد ذلك يكون لكل حادثة حديث، لكن لا نفضل المبادرة بذكر ذلك الموقف، لأن من الفتيات من تكتفي بالرد ولا تريد أن تشيع مثل هذه الأخبار ومثل هذه المواقف، بل انتشار مثل هذا الخبر دون داعي له ودون سبب قد لا يكون في مصلحة الطرفين، فالأخت اليوم معك ولكن غدا ستقول: (هذا كان يعرفها منذ سنوات وحصل منه كذا وكذا)، ولذلك الإنسان يستر على نفسه ويستر على غيره.

ونتمنى أن يكون في الذي حصل درس لك، فالإنسان ينبغي أن يسلك السبل الصحيحة والطرائق الصحيحة، وننصح بأن تعجل بهذا الأمر حتى لا تضيع وقتك أو وقتها، حتى تكون على بينة من أمرك، وحتى مجرد الكلام مع أسرتها من الأهمية بمكان، الكلام معها، الكلام مع أسرتها، لأن هذا مهم عندنا في عاداتنا وتقاليدنا، يعني: هذا جزء من ديننا أيضا، أن الأسرة إذا تكلموا في شأن فتاة فإنه حتى لو جاء خاطب لا يعطوه كلمة حتى يرجعوا لمن تكلم فيها أولا، فليس من الضروري أن تكون مراسيم الزواج الآن، لكن من الضروري أن تعرف أسرتها، أنك بحاجة إلى الارتباط بها، وأن تعرفوا رأي الفتاة مبكرا.

أكرر: شقيقتك هي أنسب من يتولى هذا الأمر، وأنت عليك أن تبتعد عنها، والتزم بضوابط الشرع.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات