توتر في الرأس وتشنّج في الرقبة وبرودة في الأطراف منذ سنوات، ما سببها؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة.

أنا شاب كنت أعاني من نوبات هلع عند الازدحامات المرورية قبل أربع سنوات، وقد شفيت والحمد لله منها بدون زيارة أي طبيب، فقط عن طريق تعلم تقنيات الاسترخاء، ومشاهدة مقاطع للعلاج السلوكي المعرفي.

ولكن هناك أعراض جسدية تأتيني منذ أكثر من سبع سنوات، حتى قبل إصابتي بنوبات الهلع، ومستمرة حتى اليوم، الأعراض الجسدية متمثلة في:

صداع توتري، وشد في الرأس يتغير مكان الشد من وقت لآخر، وتيبس في العضلات والرقبة، وبرودة الأطراف، وسخونة خفيفة في منطقة الجبهة والرقبة، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالانتصاب، وأحيانا تنميل في الوجه. عند الإطالة في مشاهدة الجوال أو التركيز في الشاشات، أو تناول الكافيين بكثرة تزداد هذه الأعراض، وتكون هذه الأعراض أقوى ما تكون عند الاستيقاظ من النوم، وتستمر هذه الأعراض لأكثر من شهر، حتى مع عدم وجود أي توتر أو قلق، وبعدها تختفي الأعراض، ويرجع كل شيء طبيعيا.

ومع أي موقف غضب أو قلق أو أمر يشغل تفكيري ترجع الأعراض، وحتى بعد زوال التوتر تستمر الأعراض للمدة المذكورة، وبعد البحث في الإنترنت عن حالتي قمت باستخدام فلوكستين لقلة أعراضه الجانبية، استخدمت جرعة واحدة يوميا 20 مجم، واليوم هي الجرعة ال14 ، ولم ألاحظ أي فرق في نفسي أو جسدي، مع العلم أني لا أحس بأي قلق أو توتر حتى قبل استخدامي للفلوكستين، مشكلتي ففط في الأعراض الجسدية المستمرة.

وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكرك على سؤالك الواضح والمفصل.

أولا: أحمد الله تعالى أن كتب لك الشفاء من نوبات الهلع التي كانت تأتيك قبل أربع سنوات، وأنه تم التعافي منها، حتى من دون زيارة طبيب، أو استعمال دواء، وإنما عن طريق تعلم تقنيات الاسترخاء، ومشاهدة مواقع العلاج المعرفي السلوكي، ونحن دوما نقول: إن بعض القلق سواء في شكل التوتر أو نوبات الهلع يمكن علاجها من دون دواء، عن طريق الاسترخاء وبعض الأمور المتعلقة بنمط الحياة.

إلا أنك تشتكي من الأعراض الجسدية المتمثلة في توتر في الرأس، وشيء من التشنج في عضلات الرقبة، وبرودة الأطراف وغيرها.

يبدو أن هذه الأعراض البدنية العضوية تعود لأسباب نفسية:

أولا: لأنها تذهب وتأتي حسب كونك تشعر بالقلق وبالتوتر أو لا.
وثانيا: يبدو أنها تزداد عند وجود الغضب أو القلق، فهذه مؤشرات على أنها في الغالب أعراض بدنية لشيء من القلق. صحيح أن نوبات الهلع توقفت، إلا أن التوتر ما زال موجودا.

وأنت قد بدأت العلاج على الـ (فلوكستين)، حيث تتناول عشرين مليجراما في اليوم منذ أسبوعين تقريبا، إلا أنك لم تلاحظ التحسن المطلوب.

عندك عدة خيارات - أخي الفاضل -:

أولا: أن تستمر على نفس الدواء بنفس الجرعة، فأسبوعين ربما فترة لا تكفي، وأنا أقول: ربما عليك أن تستمر لأربعة أسابيع أخرى، هذا الخيار الأول.

الخيار الثاني: أن هناك بعض الأدوية التي فقط تركز على الجوانب العضوية للقلق، منها دواء (بروبرانولول Propranolol) عشرين أو أربعين مليجراما في اليوم، تركز بشكل أساسي على الأعراض البدنية للقلق وللتوتر.

الخيار الثالث: أن تعود إلى ما كنت عليه من محاولة الاسترخاء، وممارسة الرياضة، والتأكد من أن نمط حياتك متوازن بين النوم والتغذية والرياضة. طبعا كل هذا يفيد فيه، أيضا الصلاة والذكر والدعاء، فـ (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

هذه الخيارات الثلاثة متاحة لك، ويبدو أنك مطلع ومتابع لبعض الأمور المتعلقة بالصحة النفسية، ولا يفوتنا أن نذكرك بأن البحث في الإنترنت لتشخيص الحالة، وشراء دواء على أساس هذا التشخيص؛ هذا غير صحيح أخي الكريم؛ فالأعراض تتشابه، والدكتور هو الأقدر على تشخيص الحالة بسبب خبرته واطلاعه وورود الكثير من الحالات عليه.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينك على تجاوز هذه المرحلة كما تجاوزت في الماضي نوبات الهلع.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات