موقف الفتاة في إصرار والدها على تزويجها بابن عمها الذي لا تريده

0 338

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني في هذا العمر21 عاما ولم أتزوج بعد، وقد اخترت الدراسة رغم كثرة الخاطبين، وكلهم من أهلي، لكنهم لا يملكون حتى الشهادة المتوسطة، كلهم يكره الدراسة، وليس لديه ثقافة، ولا حتى دين، لا أطيق أحدا منهم أبدا، وهذه السنة أنهيت الجامعة، ووالداي يريدان تزويجي لابن عمي، وأنا رافضة، فوالدي يقول: هي آخر سنة، وبعدها أصبح عانسا ولا أحد يريدني، وأنا أرفض تماما، فحياة ابن عمي ريفية، وأنا مدنية وجامعية، وهو لا يملك حتى الشهادة الابتدائية.

أمي تراجعت قليلا، ووالدي لم يرفض ابن عمي، سمعته يقول له: أنا عند كلمتي، فأعلن ابن عمي الخبر بأني مخطوبة له، وأصبت بحالة نفسية شديدة، خاصة أنني كنت أرغب في الزواج من شخص من الأهل تقدم لخطبتي مؤخرا، وهو الوحيد الذي يناسبني، فلما سمع بالأمر انصدم وقاطعونا، ولا مجال لي كفتاة أن أقول: إنني لست مخطوبة؛ لأنه لا أحد يسألنا عن صحة الخبر، فقط يسألون ابن عمي وأمثاله الذين يؤيدونه فيؤكدون لهم الخبر، حتى إنه لبس دبلة الخطوبة.

لقد كرهت الحياة، وخصوصا أنني أنهيت الجامعة، وليس لدي مجال في الانشغال بأي شيء، فقط أنام على هم، وأصحو على غم، ولم أنس الدعاء والالتجاء إلى الله، ولكن أخشى الشيطان أن يجعلني ممن يئسوا من رحمة الله.

ما العمل مع والدي؟ وهل أنا مخطئة في إصراري على الزواج ممن يفهمني ويقاربني الأفكار؟ وللعلم فأهلي خائفون، فهم يضربون المثل بقريبة لنا حالها كحالي، وفي النهاية تزوجت وعمرها 28سنة من رجل متزوج وحالته فقيرة جدا، أرجو المساعدة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س.ص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

إن من حق الفتاة أن ترفض الارتباط بأي رجل لا تجد في نفسها ميلا إليه، ولا تطمئن لدينه وخلقه وأمانته، مهما كانت قرابته أو مكانته، وهذا حق كفلته لها شريعة الله المطهرة، التي أمرت الأولياء أن يستأذنوا البكر في زواجها، أما الثيب فهي أحق بنفسها؛ لأن لها خبرة بالرجال ومعرفة بمن يصلح لها، ولكن ليس من حق الفتاة أن تسيء لمن يتقدم لها، أو تتكلم عنه بالسوء، لأنها تستطيع أن ترفض دون إبداء للأسباب، فلماذا إذن الشتم والسباب والتعبير الذي يخرج من وراء الأبواب، فيفسد العلاقات ويجلب الغضب والعذاب.

وإذا كان الرجل صاحب دين وخوف من الله فلن تضره قلة الشهادات أو بعد المسافات، كما أن صاحب العلم لا ينتفع بعلمه، إلا إذا صحبته التقوى أو الخشية من الله.

وأرجو أن تستفيدي من تنازل الأم وتطلبي مساعدتها، كما أرجو أن يكون في الأعمام من يستطيع أن يساعدك ويوصل وجهة نظرك إلى ابن أخيه، فإنه بذلك يرفع الحرج عن الوالد ويحفظ له ماء وجهه، ولا أظن أن لابن عمك مصلحة في أن يتزوجك إذا علم أنك نافرة منه.

فتعوذي بالله من الشيطان، ولا تيأسي من الدعاء، وحذار من القنوط من رحمة الله، واعلمي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: وما الاستعجال يا رسول الله؟ قال يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي، فيتحسر عند ذلك ويترك الدعاء).

فلست مخطئة إذا تعاملت مع الوالد بأدب واحترام، مع احتفاظك بحقك في الرفض، وليس من الضروري أن يحدث لك ما حدث لتلك القريبة.

ونحن نوصيك بصلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، كما أرجو أن تحرصي على مشاورة العقلاء من محارمك والفاضلات الصالحات من النساء.

ولست أدري هل ابن العم عنده دين وأخلاق؟ أو هناك إمكانية في التأثير عليه أم لا؟
وعلى كل حال فإن الحلول كلها بيدك، وأنت أعلم من غيرك بالأوضاع والبدائل المتاحة، فتعاملي مع الوضع بحكمة وبنظرة شاملة، بعد توجه إلى من يجيب من دعاه، ويعطي من سأله، ويكفي من توكل عليه، وأكثري من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله، واحرصي على حفظ لسانك والإحسان لأهلك وإخوانك.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات