السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أتزوج لكن ما يقلقني هو أنني أفكر أنه قد يقوم زوجي بخيانتي مستقبلا؛ لذلك أتهرب من موضوع الزواج حتى لو كان الرجل جيدا وقريبا من الله، فأنا لا أثق بالرجال.
أحيانا يصل الأمر أني أفكر وأقول: ربما نعيش بسعادة وننجب أطفالا، لكن لاحقا سأتفاجأ بأنه قام بخيانتي، عندها أسأل نفسي كيف يجب أن أتصرف؟ وماذا يجب أن أفعل؟ هل أتركه؟ هل أسامحه؟ ماذا عن أطفالنا سوف يتأثرون بهذا كثيرا؟ لذلك أقول لنفسي من الأفضل أن لا أتزوج.
لا أعرف لماذا أفكر بهذا؟ أريد أن أتخلص من هذا التفكير، كيف أتعرف على الرجل الذي لن يخون زوجته؟ أو كيف أحمي نفسي من الخيانة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: هذا الحديث أختنا عرض عن مرض، ولعل هذا بقايا ما تعرضت له عن غير قصد، وما ترسب في ذاكرتك من أنك أقل من البعض جمالا، وقد أثر هذا على نفسيتك حتى نماه الشيطان في داخلك ليترسب في عقلك اللاواعي أن الزوج سيرى من هي أجمل منك، وقد يقع في الخيانة، وهذا بناء غير صحيح على أساس غير صحيح.
ثانيا: نود منك ابتداء أن تقرأي إجابة الموقع لك على سؤالك الماضي، وأن تتقيدي بما ذكر لك حتى تتخلصي من هذا الوهم الذي يجتهد الشيطان في تنميته واستغلاله لك بأبشع صورة.
ثالثا: الدنيا ليست بهذا السوء، والخير في هذه الأمة باق، وإذا اتبعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن تندمي -إن شاء الله-، ولن تقعي في مثل هذه المزالق التي يقع فيها الغير، فاجعلي معيار القبول عندك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
رابعا: إننا نريد منك أختنا ترك الغيب لله عز وجل، وعدم التفكير فيما يسيء إليك، واعلمي أن أحد أساليب الشيطان هي تحزين ابن آدم بذكر ما يخيفه وما يقلقه وما يجعله مضطرب الفؤاد كل ذلك يفعله لأجل أن يصرفه عن الراحة وعن الهدوء والاستقرار، وعن أي نسمة خير قادمة، فقابلي هذه الألاعيب بما يلي:
1- شدة التعلق بالله تعالى، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وكثرة تلاوة القرآن، وهذه كلها أسباب السكينة القلبية.
2-الإيمان التام بأن من قدره الله لك زوجا سيكون في الوقت الذي أراده الله تعالى، وأن قدر الله واختياره لك أفضل من اختيارك لنفسك، فلا تفكري كثيرا في الزواج، وإذا أتى القادم فليكن معيار القبول: الدين، والخلق.
3- اجعلي حسن الظن بالله عز وجل هو طريقك للغد، وتذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن رب العزة في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فالعاقل من يظن الخير ويعمل له حتى يرزقه الله ذلك، حسن الظن بالله معناه ظن الإجابة عند الدعاء، ظن القبول عند الطلب، ولذلك ينبغي على المرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنا بأن الله سيتقبل منه؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد.
ولهذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف بالله تعالى "ما أحسن عبد بالله تعالى ظنه إلا أعطاه الله تعالى ذلك؛ لأن الخير كله بيده".
أكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح الذى يسعدك في الدنيا والآخرة، وثقي أن عطاء الله واسع، وأنه أقرب إليك من حبل الوريد، فأملي في الله خيرا، ونسأل الله أن يكتب لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.