السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوج منذ 3 سنوات من فتاة على خلق، من منزل طيب، ولكن النقطة الخلافية بيننا أنها لا تتزين في المنزل باللبس أو مستحضرات التجميل، فطلبت منها أكثر من مرة الاهتمام بنفسها في المنزل، فأنا زوج، وهذا من حقوقي أن تضع طلاء الأظافر، أو مواد التجميل، أو الاهتمام بعمل شعرها بأدوات الشعر، ولكنها ترفض وتقول: لأنني أتوضأ، وهل الوضوء يطالب الزوجة بعدم التزين لزوجها والتحقير من هذا الشيء؟ هذه نقطة الخلاف دائما، وأشعر بأن هذا أبسط حقوقي، ولكن لا حياة لمن تنادي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الأخ الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك وأن يصلح الأحوال، وأن يعينكم على طاعة الكبير المتعال سبحانه وتعالى.
أرجو أن تعلم هذه الزوجة أن طاعة الزوج من واجبات هذه الشريعة، وأن تحقيق العفاف من أهم أهداف الزواج، وأن المرأة ينبغي أن تتزين لزوجها وهذا من الأمور المهمة جدا التي اهتم بها الإسلام غاية الاهتمام، عن عائشة، قالت: كانت امرأة عثمان بن مظعون تختضب، وتطيب، فتركته، فدخلت علي، فقلت لها: أمشهد، أم مغيب؟ فقالت: مشهد كمغيب، قلت لها: ما لك؟ قالت: عثمان لا يريد الدنيا، ولا يريد النساء، قالت عائشة: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بذلك، فلقي عثمان، فقال: "يا عثمان، أتؤمن بما نؤمن به؟ "قال: نعم، يا رسول الله، قال: "فأسوة ما لك بنا"، وعن عائشة بمثله، وزاد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: " أتؤمن بما نؤمن به؟ "، قال: نعم، يا رسول الله، قال: " فاصنع كما نصنع".
ومن ذلك ينبغي أن تتعلم المرأة أن الأصل أن تتزين المرأة لزوجها وأن تجتهد في إعفافه وإعفاف نفسها، ونحب أن نؤكد أن هناك زينات لا تؤثر على الوضوء، وحتى لو أثرت فإن الزوج حقه عظيم، لذلك لا مانع من أن تضع هذه الزينة ثم تزيل هذه الزينة، وتهتم بمظهرها وملبسها، وهذا لا علاقة له بأمر الوضوء ومسألة انتقاء الثياب الجميلة، وعمل التسريحات كذلك الجميلة، والاهتمام بالتزين للزوج هذه من الأمور المهمة التي كانت هديا للصحابيات عليهن من الله الرضوان، فقد كانت أمنا عائشة تهتم بديكور بيتها وكان لها ثوب جميل لم تملكه امرأة من الأنصار إلا استعارته لعرسها ولعرس ابنتها، بل كانت لأمنا عائشة قطعة ثوب نقعتها في الزعفران ثم جعلتها في بيتها فإذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم تنضح عليها ماء لتفوح الروائح الجميلة في داخل بيتها، ومدحت نساء قريش من الصحابيات عليهن من الله الرضوان بالاهتمام بأمر الزينة والتزين للزوج.
لذلك أرجو أن تلاطف هذه الزوجة وتبين لها هذه الأحكام الشرعية، بل الأفضل أن تجعلها تتواصل مع الموقع حتى تسمع بنفسها من الخبراء والخبيرات أهمية اهتمامها بزينتها ومظهرها أمام زوجها؛ لأن هذا من أكبر أهداف الزواج التي يسعى الإنسان لتحقيقها من أجل أن يغض بصره، ويستغني عن النظر إلى غيرها من النساء.
أيضا ينبغي أن تعلن لها هذا المدح؛ فتشكرها أنها على خلق ودين ومن منزل طيب، دائما الإنسان لو بدأنا بذكر إيجابياته ثم طالبناه بإكمال جوانب النقص فإن ذلك أدعى للاستجابة، وعلى كل حال فإن ما تفعله الزوجة غير صحيح، ولكننا مع ذلك ندعوك إلى أن تتعامل معها بلطف، ومن المهم جدا أن تهتم بها عندما تتزين، وحتى لو كان هذا التزين بسيطا فإن اهتمامك به يأتي بعد ذلك بإذن الله بالكثير؛ فإنه تأتينا شكوى أحيانا من نساء تتزين والزوج لا يهتم بها، تقول ولا يبالي ولا يهتم ولا يثني على زينتها، كذلك المرأة لا بد أن نشبع عندها هذا الجانب فلا يكفي أن أقول هذا جميل، بل من طبيعة المرأة أنها تحتاج إلى ثناء مفصل على تسريحة الشعر، على لون الثياب، على لون الحذاء أي هي تحتاج إلى هذا الثناء، فإذا تزينت لك بالقليل فامدحها حتى يأتيك الكثير.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين بناتنا والزوجات جميعا وأخواتنا على فهم حقوق الزوج والاهتمام به خاصة في هذا الزمان الذي يؤسفنا أن يكون التبرج فيه قد انتشر، بل كل موظفة وكل خارجة من بيتها إلا من رحم ربك، فإنها تجهز نفسها وتزين نفسها كأنها عروس تزف إلى زوجها، وهذا مصدر خطر كبير خاصة عندما تقصر الزوجات في إبراز سحرهن الحلال والاهتمام بزينتهن؛ فإن هناك من الشياطين من تبدي زينتها وتظهر مفاتنها وهذا مصدر فتنة وشر كبير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على فهم الدين وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.