السؤال
السلام عليكم.
دكتور/ محمد عبد العليم، جزاك الله خيرا، وجعل الله هذا الموقع الطيب في ميزان حسناتك وكل العاملين، ودائما نذكرك في الدعاء.
أنا شاب، عمري 25 عاما، ومحافظ على الصلوات والأذكار -ولله الحمد-، أنا مغترب في السعودية، ووضعي المادي ضعيف -والحمد لله- على نعمة الصحة.
سمعت أن الجن لا يقدرون على شيء إلا إذا تشكلوا على هيئة إنسان أو حيوان، وأنا أخاف من أن يتشكل في هيئة إنسان أو حيوان ويظهر لي، فكيف أتجنب هذا؟
ولدي وساوس قهرية متعبة، واكتئاب، وأفرح لأقل شيء، وأحزن لأقل شيء، وأعاني من متلازمة توريت ورهاب وخوف، وخاصة في الليل.
وأيضا، أنا متزوج، ولدي طفلة، وأشك بزوجتي كثيرا، مع العلم أنها تطيعني وملتزمة، ولدي قصر نظر، وأفكر كثيرا، ولدي عدم تركيز وخمول، والحمد لله على كل حال.
أنا الآن مبسوط -والحمد لله- على نعمة الصحة، ونادم على هذه الشكوك، وأتوب لله، وقابلت أخصائيا نفسيا، وأعطاني دواء (ديباكين)، وبعد فترة أخذت دواء (سبرالكس لوسترال) بدون وصفة وتحسنت، الشيء الوحيد الذي أعاني منه الآن هو حركات لا إرادية في الوجه والعيون.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على ثقتك في هذا الموقع، وأنا سعيد جدا بمحافظتك على الصلوات والأذكار، وأشكرك كثيرا على دعائك لي، وأسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعا على المحجة البيضاء، وأسأله تعالى أن يتحسن وضعك المالي، والقناعة كنز يا أخي، ما دام لديك ما يقضي حاجياتك الأساسية فلا تجعل موضوع المال يكون هما شاغلا لك.
عالم الجن – يا أخي الكريم – ذكر حوله الكثير والكثير وأنا لست من أصحاب الاختصاص في هذا المجال، وكل ما أعرفه وأنتهجه في حياتي أن الجن موجود، وأن الإنسان أكرم منه، وأن الله تعالى قد أعطى الإنسان الآليات والمقدرات التي من خلالها يستطيع أن يحمي نفسه من شرار الجن.
هذا هو المنهج الذي أراه صحيحا، وأن يتشكل الجن في حياة الإنسان أو حيوان أو خلافه؛ هذا حقيقة يفيدك فيه العلماء، ويمكنك مراسلة قسم الفتوى بالموقع، وهم سيفيدونك بإذن الله حول ذلك.
لكن في مجمل الأمر يجب ألا توسوس حول هذا الموضوع، ويجب أن تحقر الفكر الوسواسي وتغلق الطريق أمامه. وبالنسبة للشكوك التي تنتابك حول الزوجة: هذه الخواطر يجب أن تكثر من الاستغفار منها، وأن تستعيذ بالله منها، وأن تكون أكثر قناعة أن زوجتك الكريمة طاهرة ومخلصة، وهذا الذي ينتابك هو نوع من الشكوك الظنونية وليس أكثر من ذلك.
فأيها الفاضل الكريم: لتساعد نفسك على إزالة هذه الشكوك أيضا سيكون من الجيد أن تتناول أحد الأدوية البسيطة: عقار (ريسيبيريدون Risperidone) بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا في القضاء على هذه الشكوك، وفي ذات الوقت الريسيبيريدون يفيد أيضا في علاج الحركات اللاإرادية في الوجه والعيون.
ذكر أيضا أن عقار (هالوبيريدول Haloperidol) ممتاز لعلاج (متلازمة توريت Tourette Syndrome) لكن إن شاء الله الريسيبيريدون أيضا سوف يفيدك لعلاج الشكوك وكذلك هذه المتلازمة، وسيكون من الضروري جدا – أخي الكريم – أن تمارس تمارين استرخائية، يجب أن تتدرب على هذه التمارين، إما عن طريق الأخصائي النفسي، أو يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، فالتمارين الاسترخائية في حد ذاتها تقلل من الانقباضات العضلية والحركات اللاإرادية في الوجه وكذلك العيون، ولدينا استشارة رقمها: (2136015) يمكن الرجوع إليها.
أنت بخير – أيها الفاضل الكريم -.
بالنسبة للعلاج الدوائي الآخر: أنا أرى أن عقار (سيبراليكس Cipralex) أو (لوسترال lustral) سيكون كافيا، وليس هنالك ضرورة لتناول كليهما، فالدواءان متقاربان متشابهان، فتناول أحدهما واستمر عليه لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، بعد ذلك توقف عنه تدريجيا.
لا داعي للـ (ديباكين Depakine) كما تفضلت، فأحد الدوائين – وهما سيبراليكس ولوسترال – سيكون جيدا، تضيف إليه عقار ريسيبيريدون بجرعة واحد مليجرام ليلا كما ذكرت لك.
هذا، وبالله التوفيق.