كذبت على خاطبي بشأن علاقتي السابقة ولكنه عرف، فما توجيهكم؟

0 4

السؤال

أنا حاليا بعمر 25 سنة، عندما دخلت الكلية كنت وحدي، وبعد دخول الكلية قامت واحدة من قريباتي وكلفتني بعمل مع شخص يفترض أن نتقابل مرة كل أسبوع في (كافيه) فوافقت، وبدأت العمل فعلا، وهو قال: إنه لا يريدني أن أعمل، وإنما فقط يريدن أن أمسك الحسابات، وأتابع سير العمل بنفسي؛ ولذلك أصبحت مقابلاتنا أكثر من مرة، وبعدها قال: إنه معجب بي، ولما فتح الشركة وكان لها مقر رسمي طلب من أبي الزواج، وأبي أخذ وقتا طويلا وهو يسأل عنه، وفي ذلك الوقت كنا نتقابل كل يوم، ويجري بيننا كلام، وحصل تجاوز كبير -للأسف-، وارتكبت معه الفاحشة.

بعد ذلك عرفت أن هذا الشخص متزوج، ومريض نفسيا، وليس مناسبا، وابتعدت عنه، واستغفرت، وطلبت من ربنا أن يستر علي، وبعدها بنحو سنة تحولت لعمل جديد، و-الحمد لله- وفقني فيه ربي، وقابلت هناك شخصا بعمري، واتضح أن هناك صلة قرابة بيننا.

بعد فترة طويلة بدأ بيننا الكلام، وكنا متفقين على الزواج، وأمه أكدت علي، وأنها فترة ويتقدم رسميا، وبعد ذلك ما أكملنا، وكل واحد ذهب لطرقه، بسبب مشاكنا، وسألني خاطبي هذا: هل حصل لك شيء سابق؟ قلت له: لا، وعرف الناس أني كنت مخطوبة للخاطب السابق، والخاطب الثاني لديه خبرة في التكنولوجيا، واستطاع أن يسترجع المعلومات من حسابي، وعرف من الناس الخبر، ولما سألني كذبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يغفر لك وأن يعفو عنك، وأن يرزقك الإيمان الذي يعصمك من الذنوب، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر.

أختنا: ما الذي دهاك حتى أوقعك في كل هذه الخطايا والرزايا؟ ما الذي غيرك حتى تقعي في الذنب المرة بعد المرة؟ كيف تقبلين على نفسك أن تكوني هكذا، وأنت من أسرة محترمة، فوالدك الذي تأنى في الموافقة ليسأل عن الخاطب يدل على أنه رجل عاقل؟!

أختنا: لقد آلمنا كثيرا ما سمعنا منك، وآلمنا أكثر عدم حديثك عن التوبة أو الندم بالشكل المطلوب، فما معنى أن تتوبي من ذنب ثم تعيدي الكرة كما هي؟

إننا نحذرك -أختنا- من غضب الله عز وجل، فالله يستر مرة وأخرى، ولكن إذا نزع الله الستر فهي القاضية والفضيحة الكبرى، ويمكنك أن تعرفي ذلك في نظر والدك ووالدتك وأهلك وجيرانك.

إننا ندعوك إلى التوبة الصادقة التي أهم شروطها:

- الندم الجازم على ما فات، المتبوع بالصلاة والاستغفار.
- العزم الجازم على عدم العودة، المتبوع بعدم السماح بأي خلوة أو محادثة أي أجنبي، إلا للضرورة ووفق الضوابط الشرعية. نسأل الله أن يعفو عنك وأن يثبتك على الحق.

أما بخصوص الخاطب فقد أحسنت حين أنكرت، فلا يجوز لك أن تخبري أحدا كائنا من كان بما وقع منك، فالله ستير يحب الستر على عباده، والذي يفعل الذنب ثم يخبر به فهو آثم، قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه، وأخرج الحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله).

نرجو منك مسح كل ما كان منك، والثبات على هذا الموقف، والاستخارة في كل ما تودين القيام به، كما ننصحك -أختنا- باستثمار ستر الله عليك هذا، وعدم التعرض لغضبه وسخطه عليك، والاحتماء به، والتوكل عليه، والانطراح بين يديه، هذا الذي يجب عليك فعله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات