كيف أتعالج من اختلال الأنية ونوبات الهلع؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

إلى حضرة الدكتور المحترم محمد عبد العليم.

أنا رجل أعزب، عمري 39 سنة، عملت كمدرس ثانوية لمدة 10 سنوات، هاجرت إلى أوروبا سنة 2015، وفي سنة 2018 وبعد تعرضي لضغوطات مختلفة، أبرزها مشاكل عائلية استمرت سنة، تعرضت لنوبات هلع وأعراض اختلال الأنية الناتجة عن الغضب والاحتراق الداخلي، مع حالة إضافية جديدة هي تقلص أعصاب المريء والأمعاء، وانحصار الهواء في المعدة وعدم خروجه أو خروجه بشكل قليل ومتقطع، على شكل تجشؤ عال الصوت، ويزداد تقلص المريء والأمعاء بازدياد الضوضاء الخارجية، مثل الأصوات المرتفعة وغيرها، وقد سبب لي هذا الشيء إحراجا كبيرا.

أيضا بعد مرور ستة أشهر إلى سنة تقريبا خفت الأعراض بنسبة 50 بالمئة، وبعد مرور ثلاث سنوات تقريبا وبعد حصولي على وظيفة التدريس مرة أخرى، فقد كنت أقضي وقتا طويلا في العمل، ومساء كنت أيضا أدرس لساعات متأخرة من الليل للتهيؤ لامتحان لغة متقدم.

وفي الشهر السادس من هذه السنة 2022 عادت لي نفس أعراض نوبات الهلع، لكن أقل من السابق، واختلال الأنية، مع تقلص شديد في أعصاب المريء والأمعاء، وانتفاخ البطن بالغازات إلى حد النغزات، مرة في الجهة اليمنى، ومرة في الجهة اليسرى، مع وجع شديد في الرأس، وطنين في الأذن، وخفقان في القلب، وفقدان التركيز، وبرودة الأطراف في الصيف، وغالبا ما تمتلأ المثانة بسرعة، ونومي متقطع وغير مستقر.

ومن ناحية الغذاء: فقد تغير وزني كثيرا منذ سنة 2018، بسبب انحصار الهواء في المعدة، وصعوبة خروجه، وزيادة الضغط على الحجاب الحاجز، وزيادة الخفقان في القلب، وخاصة عند تناول منتجات الألبان، فهل يوجد دواء؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: من الأشياء المؤكدة جدا أن نوبات الهلع وكذلك اختلال أو اضطراب الأنية -أو الشعور بالتغرب عن الذات- يتحسن مع تقدم الإنسان في العمر، هذا هو التاريخ الطبيعي لهذه الحالات، فهذه بشارة جيدة، وأعتقد أنك بشيء من نمط الحياة الإيجابي تستطيع أن تتخلص من أعراض كثيرة.

نمط الحياة الإيجابي يتطلب ممارسة الرياضة كشيء أساسي، وكذلك تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت يجب أن يبدأ بتجنب السهر، وحسن إدارة الوقت أيضا هي من الشروط الأساسية لأن ينجح الإنسان في نمط حياته.

أنا أعرف أنك -ما شاء الله- مشغول في التدريس وكذلك الدراسة، وهذا إنجاز يجب أن تكافئ نفسك عليه، ويجب أن تحسن إدارة الوقت، ويمكن أن تقوم بكل ذلك، لكن في ذات الوقت تتجنب السهر، تمارس الرياضة، ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تحرص على العبادات، وتحرص على الواجبات الاجتماعية، هذه قطعا منافذ عظيمة جدا للنفس، لأن يرتقي الإنسان بصحته النفسية ويحس بالرضا.

بالنسبة للأدوية أقول لك: نعم توجد أدوية ممتازة جدا، أدوية فاعلة لتحسين المزاج، لعلاج نوبات الهلع والفزع والقلق المتعلق باضطراب الأنية، كذلك الأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها، والتي هي متمركزة حول الجهاز الهضمي، وهذه الرياضة تساعد فيها كثيرا جدا -أخي الفاضل-، أرجو أن تحرص على ممارسة الرياضة -كما ذكرت لك سلفا-.

أما الأدوية التي أراها مفيدة لك وممتازة هي دواءان: الدواء الأول يعرف باسم (سيبرالكس Cipralex) هذا هو اسمه التجاري، وربما تجده في العراق تحت مسميات تجارية أخرى، واسمه العلمي هو (اسيتالوبرام Escitalopram) هذا هو الدواء الرئيسي، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرامات – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – هذه هي جرعة البداية التي تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم ارفعها إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية، والتي بعدها تنتقل إلى الجرعة الوقائية، بأن تجعل جرعة الدواء عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول السيبرالكس.

يتميز السيبرالكس بسلامته وفعاليته، وأنه غير إدماني. له أثر جانبي قد يكون مهما في بعض الأحيان، بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يقلل أو يؤخر الإفراز المنوي قليلا، لكنه لا يؤثر أبدا على الصحة الإنجابية أو الصحة الذكورية للرجل.

الدواء الثاني وهو الدواء المساعد يسمى (سولبيريد Sulpiride) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (دوجماتيل Dogmatil) وربما تجده أيضا تحت مسميات تجارية أخرى، تبدأ هذا الدواء بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، لكن تستمر على الاسيتالوبرام بنفس الكيفية التي ذكرتها لك.

أخي: أيضا إجراء فحوصات طبية عامة حتى ولو لمرة واحدة، سوف يبعث الكثير من الطمأنينة في نفسك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات