زوجي يهملني وعيالي وبدأ بسرقة مجوهراتي وأموالي، فماذا أفعل؟

0 3

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، عمري 40 عاما، موظفة، متزوجة منذ 20 عاما، بداية زواجي كانت ممتازة، حبا وتفاهما، بدأ وضعه المادي بالانهيار، وبدأ في البعد عني، عدم اهتمام نهائيا لا بي، ولا بأولادي، عدم المصروف، معاشرة زوجية طوال السنة مرة أو مرتين (منذ أن كان عمري 27).

المهم، الأمور تزداد سوءا منذ 13 عاما، نحن الآن كالغرباء، منذ سنوات، لا يوجد معاشرة زوجية، بعيدان عن بعضنا، لا يوجد أي نوع توافق، لا يشاركني أي حديث، إهمال لا يوصف لي وللأولاد، غير مسؤول عن أي شيء يخصنا، وكأنه يعيش وحده.

منذ سنة، بدأ بسرقة أموالي، في البداية سرق فلوسا تخص أمي مخصصة للحج، وبعدها سرق توفير فلوسي من الخزانة عدة مرات.

وكل مرة تحدث مشكلة ونتقاطع بالأشهر، وأنا من يبدأ بالإصلاح من أجل منظرنا أمام الأولاد، وبدأ بسرقة ذهبي، كل فترة قطعة ذهب، تعبت جدا.

السؤال: ماذا أفعل؟ هل أخبر إخوته بما يحصل، أم أبقى ساترة على الموضوع؟ والله تعبت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يصلح حال زوجك، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: استشارتك فيها أكثر من نقطة يجب التوقف عندها:

1- تحوله العاطفي المفاجئ.
2- زهده في الحديث معك ومع أولاده.
3- انعدام العلاقة الشرعية في السنوات الأخيرة.
4- السرقة.

هذه النقاط الأربع تشير إلى تغير جذري في الحياة الزوجية، فالرجل كان متميزا معك في كل المجالات، حتى الجانب العاطفي كان متميزا فيه بداية الزواج، والحديث عن انهيار مادي في حياته لا يقود إلى هذا الانحدار الطويل، قد نفهم أن الإنسان قد يتغير فترة، وينقلب على بعض مبادئه، لكن هذا لا يدوم كل هذه السنوات، كما لا يكون الانقلاب في كل حياته العاطفية والزوجية والأبوية.

الأخت الفاضلة: حديثك عن تغير زوجك وتبدل حاله مستمر منذ ثلاث عشرة سنة، وليس منذ شهر أو اثنين، وهنا لا بد من طرح بعض الأسئلة عليك:

1- هل تغيرت أنت عليه، أو بدا منك ما أزعجه؟
2- هل حدث بينكما جفوة عميقة نتيجة شيء ما أدى إلى هذا التغير؟
3- هل كنت مشغولة عنه بعملك، فأهملته مثلا، أو هو يرى ذلك؟
4-هل حاولت الإصلاح التدريجي معه؟
5- هل تحدثت معه، وخاطبت فيه تلك العاطفة المغيبة، واستمعت منه وعرفت شكواه؟
6- هل أدخلت أحدا للإصلاح بينكما؟
7- هل السرقة أمر مؤكد عليه أم ظن غالب؟
8- عند مواجهته بالسرقة هل يعترف أم لا؟ وما هو تبريره؟
9- هل تظهر عليه علامات غير طبيعية أو يكون في مزاج مختلف عن طبيعته أحيانا؟
10- هل أصحابه على ما يرام أخلاقيا أم تغيروا في المدة التي تغير فيها الزوج؟
11- ما هي علاقة الرجل بدينه؟ وعلاقتك كذلك -أختنا- في الله؟

هذه الأسئلة -أختنا- تفتح لنا بابا لمعرفة سبب التغير هذا، فإذا علمنا السبب استطعنا أن نبدأ علاجه، أو على الأقل نبدأ التقليل من تلك الآثار المدمرة للبيت والأسرة.

وعليه: فإننا ندعوك أولا إلى الإجابة المنطقية عن تلك الأسئلة، ونستحب كذلك أن تكون الإجابة على لسانه هو لا على توقعك أنت، وهذا يحتاج منك إلى ما يلي:

1- إحياء محبته لك من جديد، والاجتهاد في إيصال رسالة دعم نفسي له؛ فلربما الرجل بعد فقده العمل قد يئس من التغيير.
2- الاجتهاد في إيجاد مساحة حوارية بينك وبينه، على ألا تكون جلسة محاكمة، اجعليها جلسة مودة ورحمة، وابدئي في الحديث معه عن أيامكم الجميلة السابقة، وصفاته الحسنة التي كانت فيه، ولا تظهري له في بداية الحديث أمرا سلبيا عنه؛ حتى لا ينفر من الحديث.

3- لا بأس أن تبدئي الحديث بالسؤال عما يراه تقصيرا في حقك، كأن تقولي له: أبا فلان كلنا بشر ولنا أخطاء، وقد يكون قد صدر مني تجاهك ما أغضبك، وأنا أدعوك إلى أن تخبرني بذلك. فإذا أجاب فلا تقاطعيه حتى لو تكلم بالكذب الصراح، فنحن نريده أن يتحدث لنفهم منه أساس التغير.
4- بعد الانتهاء من الحديث انظري -أختنا- هل رأيت في حديثه ما يستوجب التوقف أم لا؟ وهل بدا لك أن الأمر يمكن علاجه أم لا؟ ويمكنك مراسلتنا في ذلك.

أما إذا تعذر هذا النوع من الحديث، واستمر على سلوكه الغريب، وعلى السرقة منك، فلا حرج ساعتها أن تتحدثي مع أقرب الناس إليه والده أو إخوته؛ ليجلسوا معكم جلسة إصلاح لعل الخير يكون فيها.

بالطبع نحن لا نحبذ إخراج المشكلة بهذه الطريقة؛ لأنها قد تعسر الإصلاح، وتفاقم المشكلة، لكن نلجأ إليها إذا استنفذنا وسعنا كاملا، ويمكنك حتى اتخاذ القرار المناسب في الحديث لأهله من عدمه، أن تحتاطي في موضوع النقود هذا.

وختاما: نحن نعلم الألم الذي أصابك، ونسأل الله أن يصلحه، لكن الانتظار والتفكير قبل اتخاذ القرار يجنبنا مشكلة قد تكون أعمق، لذا نرجو منك التريث قليلا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في سبب التغير هذا، وبعدها يمكنك الحديث إذا تعذر الإصلاح، ولا حرج عليك ساعتها، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، وأصلح الله زوجك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات