السؤال
سأحاول الاختصار وأقول في البداية: أعلم أني على خطأ، ولكن (والله العظيم) هذا أصعب شعور شعرت به في حياتي، وهو غياب الراحة عن قلبي.
أنا مكتوب كتابي، وما زال هناك حوالي سنتين على زفافي، ومخطوبة منذ سنتين ونصف، وخلال هذه الفترة مررت مع خاطبي بمشاكل كثيرة، حتى وصل الأمر إلى التمادي ومد اليد، وأعلم أن هذا ليس مبررا لما قمت به لاحقا، ولكن كأن قلبي أصبح يحمل ثقلا كبيرا.
في هذا الوقت تحركت مشاعري تجاه شخص آخر (والله العظيم) لا أعلم كيف حدث ذلك، لكنه كان غصبا عني. ابتعدت عن هذا الشخص واستغفرت الله، وكنت أبكي في الصلاة، لكن قلبي يريد هذا الشخص الآخر، وفي الوقت نفسه طلبت الانفصال عن خاطبي لأنني لم أعد قادرة على الاستمرار.
والدي قال لي أن أمنحه فرصة، وحاليا منحته الفرصة، لكنني غير قادرة على منحه حقوقه علي، ولا أستطيع قول كلمات مثل "أحبك"، غصبا عني (والله العظيم)، وأشعر أني أظلمه معي.
مهما حاولت وصف شعوري لا توجد كلمات تصف ما أشعر به. أنا في حيرة من أمري، وقلبي متجه نحو شخص آخر، وأنا مع شخص مختلف، وأستغفر الله كثيرا لهذا الإحساس بالخيانة، إحساس بشع، ماذا أفعل الآن؟ وما المفروض علي فعله؟
لقد صليت صلاة الاستخارة كثيرا، وما زلت غير مرتاحة، وعندما قررت الانفصال بعد الاستخارة وافق أهلي، لكنهم عادوا وطلبوا مني أن أمنحه فرصة، وحاليا أنا أعطيه فرصة، لكنه يشعر أني متغيرة، ماذا أفعل؟
أعتذر على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somaya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الطاعة، وندعوك إلى التوبة النصوح، والتوبة تمحو ما قبلها، و(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ولا يخفى عليك أن الفتاة التي كتب كتابها فهي متزوجة، لا يجوز لها بعد ذلك أن تنشغل بغير من كتب كتابها عليه وعقد عليها، بل إذا كانت مخطوبة أيضا ينبغي أن تدرك أن علاقتها مع الخاطب ينبغي أن تكون مضبوطة بقواعد الشرع، فكيف بغيره؟ لذلك هذا الذي حصل منك يحتاج إلى توبة نصوح.
أولا: البداية بالتوبة النصوح، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، وعليه أرجو أن تدركي أن التوبة تحتاج إلى صدق مع الله، وإخلاص مع الله.
ثانيا: التوقف التام عن التواصل مع الشاب الذي لم يأت من الباب، والعلاقة المحرمة هي العلاقة مع الشاب الذي لم يأت من الباب.
ثالثا: التخلص من كل ما يصرفك إليه من أرقام، أو مواقع، أو إيميلات، أو غير ذلك؛ لأن هذه من علامات صدق التوبة، لابد أن تتخلصي من هذه الأشياء، حتى لا تزدادي في الدخول فيما يغضب الله تبارك وتعالى، فما تقومين به هو خيانة للزوج، نعم، ولكنها خيانة لله سبحانه وتعالى في المقام الأول.
رابعا: عليك أن تعلمي أن الشاب الثاني الذي دخل حياتك -وهو يعلم أنك مخطوبة أو أنك مكتوب عليك- لا يصلح أبدا أن يكون زوجا لك؛ لأنه لا يتقي الله فيك.
إذا: نحن ندعوك إلى التوبة، واعلمي أن ما في القلب من ضيق -كما أشرت- سببه المعصية، وسببه الغفلة عن الله تبارك وتعالى، لأن المعصية لها شؤمها وظلماتها، وكما قال ابن عباس: ضيق في الصدر وبغضة في قلوب الخلق، وضيق في الرزق.
هذه كلها من آثار المعصية، فتوبي إلى الله، بل عجلي بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وبعد ذلك صححي علاقتك، لأنك إذا تركت العلاقة الحرام فإن الله سيملأ قلبك بالخير والحلال، ونرجو من الله تبارك وتعالى أن يعينك على هذا الأمر.
نحب أن نؤكد أيضا أن ما حصل من الشاب من تجاوزات أيضا نحن لا نقره عليه، لكن هذا -كما أشرت- لا يبيح لك أن تدخلي في المعصية، لا تدخلي في علاقة آثمة لأنك غاضبة ممن كتب عليك الكتاب، وجاء إليك من الباب.
نسأل الله أن يعينك على الخير، واعلمي أن هذه مسؤولية فراقبي رب البرية، وستقفين بين يدي الله وحدك، فالمهم الآن هو التوبة النصوح، ثم قطع العلاقة مع الشاب المذكور، وبعد ذلك تواصلي مع الموقع، ونؤكد لك أنك إذا صدقت مع الله، أعانك على الخير وملأ قلبك بالخير، والأمان والطمأنينة.
نسأل الله ولنا ولك التوفيق، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.