بعد تغيير البيئة تعرضت لمشاكل القولون العصبي!

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت حياتي إلى الثانوية العامة مثالية تماما، وملؤها الحيوية والنشاط والتفوق، وتوجهت للدراسة التي كنت أحبها، ولكني لم أوفق فيها لأسباب تغير البيئة، ولغة الدراسة.

بعدها تأقلمت مع الوضع، ولكن بعد ذلك طيلة سنوات عشتها تعرضت لحالات من الخوف والهلع والصدمات النفسية، حتى إني أصبحت أعيش وكأني شخصان اثنان، وفقدان الثقة في نفسي، وضبابية في التفكير، وأشعر وكأن مصدر التحكم مكانه جهة البطن، وعند التوتر أشعر بغليان مستمر جهة البطن، أحيانا لا أستطيع السيطرة عليه، وخاصة عند قلة النوم، تعالجت لمدة سنتين على دواء من عائلة اسيتالوبرام، وشعرت بتحسن، لكن ما زالت الأعراض، وأحيانا وليس دائما يأتيني شعور وكأني غريب عن العالم، وأحتاج لوقت للعودة لحالتي الطبيعية.

كل هذا مترافق مع وجود غليان في منطقة البطن، ولاحظت أن الحالة تقوى عند تناول الحار، أذكر أني في مرة شربت خلا مخففا بالماء على الريق فانتابتني حالة ظننت حينها أني سأجن بكثرة، وسرعة الأفكار.

كيف السبيل للعودة للحياة الطبيعية إن شاء الله؟ وهل القولون العصبي يعيوق امتصاص مكونات الدواء؟

علما بأني أجريت تحليل البراز فوجدت أن لدي جرثومة المعدة، ولكن ليس لدي قرح أو أي علامة من علامات الجرثومة في المعدة.

أرجو مساعدتي على تشخيص الحالة، فأنا في حالة عجز تام، والحمد لله لدي العزيمة لإكمال تعليمي وتحسين نفسي، ولكن ما ذكرته سابقا مثل لي قهرا وعجزا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abouroudayna حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالات الخوف المرضي ونوبات الهلع والصدمات النفسية وعدم التأقلم في الدراسة بعد الثانوية العامة أدت إلى اضطراب مستوى الموصلات العصبية في الدماغ، وأهمها سيروتونين، وهو بالمناسبة يفرز أكثر ما يفرز في القولون.

لذلك دائما وأبدا يرتبط القولون العصبي بالحالة المزاجية المتوترة، وترتبط الأمراض النفسية مثل الهلع والخوف المرضي بالقولون.

يحتاج الأمر بالإضافة إلى الاستمرار في تناول دواء اسيتالوبرام 10 مج، زيارة طبيب نفسي لتلقي ما يعرف بالعلاج المعرفي والسلوكي؛ حيث إن معرفة سبب الأمراض وطرق التعامل معها يساعد كثيرا في الشفاء.

القولون يحتوي في بطانته على الكثير من المستقبلات العصبية، وهذه المستقبلات تتعامل مع بعض أنواع الأطعمة والتوابل، وتتعامل مع التوتر والقلق بحساسية مفرطة، فترسل تلك المستقبلات العصبية إشارات إلى المخ تنتهي بإصدار أوامر لعضلة القولون بالانقباض، وتؤدي بالتالي إلى الشعور بالألم.

كما أن عسر الهضم الذي يصاحب القولون العصبي والذي يسببه بعض الأنواع من الأطعمة يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات (والقرقرة).

من المهم تناول اللبن الرائب أو الزبادي اليوناني greek style، وتناول كبسولات بروبيوتك probiotic وهي كبسولات بكتيريا نافعة تساعد في علاج عسر الهضم والانتفاخ مرتين في اليوم، لمدة شهرين أو ثلاثة، كما يمكنك تناول حبوب spasmocanulase ثلاث مرات، وتناول أقراص الفحم أو أقراص disflatyl عند الشعور بالامتلاء.

تناول عصير أوراق النعناع، وأوراق الريحان الطازجة، مع الليمون مفيد جدا، والمحلى بالقليل من العسل في تخفيف الشعور بالغازات، وألم البطن، كما أن تناول منقوع بذور الشيا chia seeds (تنقع ملعقة كبيرة من البذورلمدة 5 ساعات في كوب من الماء) يفيد جدا في علاج القولون والغازات والإمساك.

كما أن تناول ملعقة كبيرة من الصمغ العربي على كوب من الماء يساعد في تفريغ القولون في الصباح الباكر، قبل الخروج.

مع أهمية أخذ قسط كاف من النوم، لأن الجسم يفرز موادا مسكنة ليلا أثناء النوم، تسمى Endorphins تعيد توازن العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مع ضرورة تغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والتسبيح والذكر.

مع ضرورة تناول الأطعمة الصحية في المنزل، وممارسة رياضة المشي، مما يساعد كثيرا في اكتساب المزيد من الثقة بالنفس، ويساعد كثيرا في التحصيل العلمي والدراسة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات