عجزي عن الصلاة جعلني أشعر باليأس وكره الذات

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أدرس في السنة الثالثة ثانوي الباكالوريا، أعاني من العجز عن الصلاة وعدم المواظبة عليها في وقتها، مما يوصلني إلى درجة عالية من اليأس وكره الذات، إلى درجة عدم الرغبة في الحياة، كما أن أدائي لباقي الواجبات مرتبط بأدائي للصلاة، فعندما لا أصلي لا أستطيع القيام بالواجب المدرسي، كما أنني أشعر بضيق وفراغ شديد.

لقد حاولت كثيرا أن أنظم وقتي وحياتي، إلا أنني لم أفلح في ذلك، فدوما ما أعود إلى نقطة البداية، فمعظم وقتي أمضيه على الهاتف، وفي كل مرة أنوي فيها القيام للدراسة أو غير ذلك، سرعان ما أفقد تلك الرغبة، كما أن عتاب والدي الذي لا ينتهي فيما يخص الدراسة لا يزيدني إلا يأسا وكرها للذات، دائما ما يحدثانني عن الدراسة وكأنني لا زلت طفلة في الابتدائي، من دون حتى أن يحاولوا فهم حالتي النفسية، أو ما أمر به من خوف وتردد في كل مرة أريد القيام بشيء، ودائما ما يقارنان بيني وبين أختي التي تصغرني بعام، أشعر بالوحدة، فلا أحد يفهمني، لا أبي، ولا أمي ولا أختي، في الواقع أشك أنني قد أصبت بالعين منذ سنتين تقريبا، فعندما بحثت عن الأعراض، اكتشفت أن معظمها ينطبق علي، وعندما أحدث أمي عن رغبتي في الذهاب إلى راق، تجيبني بأن الهاتف هو السبب.

أنا الآن خائفة جدا من استمرار الأوضاع هكذا، ففي هذا العام بالذات، لا أملك الوقت لتضييعه، خاصة أنني قد اخترت تخصص علوم رياضية، الذي يتطلب الكثير من الجهد والعمل، أرجو منكم أن تفيدوني ببعض النصائح الفعالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Chaimae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

ابنتنا الفاضلة: نحن ابتداء نرى أن لك عقلا جيدا، فسردك للمشكلة بهذا الإتقان يدل على أنك واعية لما تكتبينه وحريصة على التغيير، وهذا أول الخير -إن شاء الله-.

ثانيا: من السهل عند أي مشكلة أن نفترض العين أو الحسد أو السحر أو ما شابهها، إننا لا ننكره، ولكن نرى أنه ضخم وأعطي أكبر من حجمه، ذلك لأن ادعاءه سهل ومريح، ولأنه ببساطة لا يكلف صاحبه شيئا، فهو في نظر نفسه مظلوم وغير قادر، وهذا شعور مريح يجعل صاحبه راضيا بالفشل، وهو قادر على تغييره، لكنه العجز الناجم عن هذا الشعور، ومع ذلك فإن الرقية الشرعية متاحة لك من دون الحاجة لراق، وسنكتب لك الرقية في آخر الاستشارة.

ثالثا: المشكلة تتلخص عندك في أربعة أمور:

1- ضعف الجانب الديني، والذي أوجد فراغا هائلا ومرتعا فخما للشيطان.
2- غياب الخطة العلمية المنهجية للإصلاح.
3- الهزيمة النفسية التي جعلت اليأس أقرب رفيق لك.
4- الهاتف الذي استغل الفراغ فملأه، وجعله الملاذ الأخير لك.

هكذا -ابنتنا- حددنا بوضوح أسباب مشكلتنا، فأخرجي بارك الله فيك والدك ووالدتك من المشكلة، ولا تسمحي للشيطان أن يحول المشكلة على غيرك، فهما أشفق الناس عليك، فأنت بعضهما، وما حديثهما عليك إلا خوفا وشفقة، وأنت نفسك مدركة خطورة الوضع.

بعد ذلك نأتي للعلاج:

أول ما ينبغي علينا معالجته هو: إصلاح الجانب التديني بينك وبين الله، وابدئي بترك الوهم من عدو خارجي كالحسد أو غيره، الخطأ منك أنت، ومعالجته تبدأ منك أنت، فاستعيني بالله -عز وجل- وابدئي.

2- نريد منك خلال الفترة القادمة أن تتقصدي كل الإيجابيات في حياتك، وهي كثيرة جدا، ولكن المشكلة أنك سجنت نفسك في أفكار سلبية جعلتها حبيسة هذا الصندوق، أخرجي من الصندوق، واقصدي كل إيجابية وعظميها في نفسك، وحاولي استغلالها وتطويرها، فهذا سيجعلك أكثر ثقة في نفسك، وأكثر في الفاعلية.

3- ابدئي بوضع خطة عملية للمذاكرة، على أن تعتمد على تقسيم المواد إلى قسمين:
- مواد يسيرة تحتاج قراءة هادئة.
- مواد صعبة تحتاج إلى تركيز وانتباه.

ضعي وقتا لا يزيد على ساعة للمادة الصعبة، ثم توقفي نصف ساعة أحيانا: مع المواد اليسيرة، وأحيانا مع قراءة بعض القرآن، وأحيانا مع ذكر يرقق القلب، أو عمل رياضة أو راحة بدنية، المهم أن تعودي للمذاكرة مرة ثانية بعد نصف ساعة.

4- استعيني على وقتك بإبعاد الهاتف عن يدك، أو إلغاء الإنترنت منه، أو المذاكرة وسط العائلة أو جعل الباب مفتوحا، المهم ألا يشغلك هذا الهاتف عن واجبك العملي.

وأخيرا: طبقي هذا الكلام، واستعيني بالله، وأكثري التوجه له، وستجدين الخير -إن شاء الله-.

أما الرقية الشرعية فقد اتفق العلماء على أن أنفعها وأكثرها تأثيرا ما قام الإنسان به بنفسه، من دون حاجة إلى راق أو شيخ.

وسورة الفاتحة من أنفع ما يرقى الإنسان به نفسه، ثم آية الكرسي، وخواتيم البقرة، والمعوذتان وقل هو الله أحد.

ومن الأدعية الواردة في السنة:
1. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
2. أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
3. أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
4. أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون.
5. اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم إنه لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك، سبحانك وبحمدك.
6. أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن كل ذي شر لا أطيق شره، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، إن ربي على صراط مستقيم.
8. اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيئ علما، وأحصى كل شيء عددا، اللهم إني أعوذ بك منه شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط المستقيم.
9. تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو وإليه كل شيء، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله.
10. حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرزاق من المرزوق، حسبي الله، هو حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، حسبي الله وكفى، سمع الله من دعا، وليس وراء الله مرمى.
11. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
12. بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك،باسم الله أرقيك.
13. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك.

وعليه فلا بأس برقية نفسك، مع الأخذ بما ذكرناه سابقا، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات