السؤال
السلام عليكم.
أحب فتاة وهي تحبني جدا، ولكن حدثت بيننا خلافات وقررت أن أتركها، وطلبت مني أن نتقابل لنتكلم وأتفهم بعض الأمور، ولكن غلبنا الشيطان وفعلنا الأشياء المحرمة من قبلات وأحضان.
أنا الآن في حيرة، أعلم أنني فعلت ذنبا عظيما في حق الله وحقها، وظلمت نفسي، ولكن ماذا أفعل معها؟ هل أتركها بسبب أنها تركت نفسها لهذا الفعل، أم نستغفر الله ونكمل؟ أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hady حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك مجددا معنا في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، إنه جود كريم.
أخي الكريم: قبل أن نجيبك سنعيد عليك السؤال ذاته، السؤال الذي أوردناه في إجابتنا لك الماضية: هل أنت مستعد ماديا الآن للزواج؟ أم الاستعداد لا زال أمامه فترة؟
ذكرنا لك في المرة الماضية أن الإجابة على هذا السؤال مهمة، لأنها البداية الصحيحة للطريق المستقيم، والآن نقولها لك في وضوح تام: إن كنت غير مستطيع الزواج فاتق الله وابتعد عن بنات المسلمين، واعلم أن ما تفعله دين سيرد في أهل بيتك، وأن كل تجاوز لا يرضى الله عنه ستجد عقباه في الدنيا والآخرة، فاتق الله -يا أخي- ولا تتعرض لغضب الله عليك، فإنك إن كنت غير مستطيع الزواج وتمني الأخت بالزواج منها فأنت ظالم، ولعلك تعرف عاقبة الظلم في الدنيا والآخرة، يكفيك أن تعلم أن من عواقب الظلم: الحرمان من الفلاح في الدنيا والآخرة، وسوء العاقبة، وفقدان محبة الله تعالى، وطرد من رحمة الله تعالى، والذل في الدنيا، وانكسار النفس، ونزع البركة، ودعوة المظلوم، وهذه وحدها كافية، نسأل الله أن يسلمك من دعوة المظلوم، إنه جواد كريم.
أما إن كنت مستطيعا ولو في الحدود الدنيا، والفتاة هذه صالحة، وأنت تحبها، فننصحك بإتمام الزواج بها، ونسيان ما كان منها ومنك، فهي أخطأت مثل ما أخطأت أنت، ولعلها ندمت كما ندمت، وتابت كما تبت، فإن كان الأمر كذلك، فإننا ننصحك أن تتم عقد الزواج، ولا تقابلها مرة أخرى حتى تعقد عليها.
أخي الكريم: لا تستهن بالحرام، ولا تتجرأ عليه، فإن قوما فعلوا ذلك فخسروا الدنيا وماتوا على غير هدى، فاتق الله ولا تتعرض لغضب الله عليك.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.