السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته
عمري 20 عاما، ولدي سؤال، فأنا أدرس في مدرسة ثانوية، وتعرفت على فتاة عمرها 16 عاما، وهي متدينة ومؤدبة ومحترمة جدا، ومن عائلة محترمة.
بدأنا الكلام مع بعضنا عبر تطبيق انستغرام (instagram)، أحببنا بعضنا وتعلقت بها، ولكن بسبب صغر سني وسنها لا أستطيع التقدم لها وخطبتها، هل يمكنني التكلم معها إلى حين الخطبة، أم أنه حرام؟ أهلي وأهلها لا يعلمون عن علاقتنا، ولا يرغبون بشيء كهذا، لكن لا نستطيع أن نترك بعضنا، ولو تركتها لا أريد أن يخطبها غيري، ما الحل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يحفظ ولدك من كل مكروه.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نحاورك من خلال ما يلي:
أولا: إن أول ما ينبغي أن نبينه لك أن من كتبها الله لك زوجة ستكون، ومن كتبها الله لك معلومة باسمها ووصفها ورسمها من قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء"، فإذا قدرها الله زوجة لك، فلن يأخذها غيرك، وإن لم تكن هي من قدرها الله لك زوجة فلن تكون لك، ولو جيشت الدنيا كلها، وستعلم في الخاتمة أن اختيار الله لك كان أفضل مما أردته لنفسك.
ثانيا: لا يخفاك أن ما تفعله أمر محرم، وهو لا يرضى الله ولا رسوله، ولا ترضاه أنت لأختك ولا لأهلك، فكيف تقبل أن تؤسس بيتا في الحلال وأنت تضع القواعد كلها وهي من حرام، فاتق الله -يا أخي- ولا تتعرض لغضب الله تعالى.
ثالثا: أنت الآن في العشرين من عمرك، ولست جاهزا للزواج، والعرب تقول: ثبت العرش ثم انقش، فما دمت غير قادر الآن على تكاليف الزواج فلا تعذب نفسك، ولا تتعبها بالحرام، واعلم أن من سار في هذا الطريق خسر الاثنين معا، خسر حاضره فلم يستطع النجاح، وخسر الفتاة إذ تقدم لأهلها من هو أفضل عندهم منه، والفتاة في النهاية ستخضع لرأي أهلها، فلا تعذب نفسك ولا تعذب الفتاة بما لا يحل ولا يجوز.
وختاما أخي الكريم: لا تعلق آمالك على غيب لم تصل إليه، ولا تضيق واسعا، واعلم أن مدارك المرء كل يوم تتسع، وما تريده وأنت ابن العشرين قد لا ترغب فيه بعد ذلك، وما تراه اليوم صالحا قد ترى غيره أصلح، فدع ما حرم الله ما دمت غير قادر على الزواج، وانتظر حتى يتسنى لك الوقت المناسب، فإن كانت من قدرك أخذتها ولم تتلوثا بالمعصية، وإن كانت لغيرك فما وقعت فيما حرم الله ولا أقدمت على ما يغضبه.
نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير لك حيث كان، وأن يرضيك به، والله الموفق.