ندم مطلقة واستعانتها بفتاة لإعادتها لزوجها

0 820

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي طويلة، فأنا امرأة تزوجت قبل سنتين، وكنت محطة حسد من عده فتيات من قريباتي، مرت أولى أيام الزواج بسلام، لدي ولدان وزوجي يحبهما كثيرا، لكنه عديم المسئولية، وبخيل علي، فيعطيني المصروف بعد عناء، لكنه كان يصرف على الأولاد، نحن نسكن مع أهله وهم طيبون، لكن سكني غير مريح، غرفة نوم جديدة لكن غرفه المعيشة أثاثها قديم وقذر، وحمام قذر، لكني تحملت لأجل أولادي، قلت في قرارة نفسي: عندما أعمل نخرج في شقة وسأساعده في ذلك.
توظفت وأنا حامل بابني الثاني، حدثت مشاكل ما، فهو لا يريد أن يصرف علي، ويريد أن يضع سيارتي التي سأشتريها باسمه، وهي من راتبي، ويريد أن أعطيه من مالي.
حصلت مشكلة كبيرة، وتركني في منزل أهلي شهرا وهجرني، نتصل عليه أنا وأهلي ولا يرد، حتى أهله لا يردون، بعدها اتصل أبي على والده، وأخيرا تصالحنا.
مرت الأيام بسلام، عدت معه وشاء القدر أن تتشاجر حماتي (شقيقة زوجي) مع زوجها ورفعت عليه قضية، قلت في نفسي إنها لا تستحق وهي طيبة، لكن هذا حصل لأنهم ظلموني، لكني كنت أدعو لها باستمرار!
أنجبت ابني الثاني، عادت حماتي لزوجها وتصالحت معه وفرحت لأجلها، في عيد الفطر تشاجرت مع زوجي؛ لأنه لا يريد دفع راتب الخادمة، وكلمته والدتي بكل لطف لكنه لم يحترمها، وكلمت والده وقلت له أنا من حقي أن يكون لدي سكن، وقلت له إن ابنه لا يعاشرني جيدا، ويهملني، قال لي بأنه سيحل المشكلة؛ لأنه في السابق كان يقول لي: أي مشكلة تحصل هو سيحلها، لكنه غضب وأخبره بما قلته، وهو الذي قال لي أخبريني بكل شيء وأنا أساعدك.
نتصل أنا وأهلي دون جدوى حتى أهله لا يردون، وحتى شهادة الميلاد لم يعطني إياها لكي أطعم ابني الصغير، فاضطررت لرفع قضية أيضا، شقيقته نصحتني بالقضية؛ لأنها تشاجرت معه بسبب عودته لزوجها.
وطوال فترة القضية كنت أصلي وأدعو الله أن يعود إلي، لكنه رفع دعوى طلاق بالرغم أن المحامي قال لي بأنه سيدفع لك الكثير من نفقة عدة ومتعة ومصروف الأبناء.... إلخ، لكنني لم أطلب الطلاق، لقد ظلمني كثيرا، وحاول الباحث أن يصلح بيني وبينه لكنه أصر على الطلاق، بكيت ورجوته لأجل أبنائنا، وقلت له أنني سألغي القضية، لكنه أذلني واستهزأ بي، والباحث يحاول أن ينصحه بأن يتراجع لكنه أصر وتم الطلاق!
عشت حالة نفسية سيئة، وابني الكبير يسأل عن والده فأبكي، أما الصغير فعمره ثلاثة أشهر، إني أدعو الله أن يأخذ حقي، ولقد وعدني المحامي خيرا لكن ما ذنبي؟ هل ذنبي أنني طالبت بحقي؟ ما ذنب أولادي؟ والداه غير راضيين على الطلاق؛ لأنهما يحباني، لكن ليس بيدهما حيلة، وخصوصا والدته سلمت أمري لله.
أمي تبكي لأجلي، وأبي لا يريد أن يسمع عنه شيئا، وأخواتي يشفقون علي، ذهبت مع أمي في اليوم التالي لأخذ أغراضي من منزلهم وخالتي كانت متضايقة لأجلي، لكن حماتي سامحها الله تطاولت علي وعلى أمي، مع أني أعترف أننا لم نسكت، لكن كلامها كان جارحا، وعايرتني بالطلاق، قالت بأني أستحق الطلاق هذا؛ لأنها ضمنت عودتها لزوجها، مع أنها مرت بنفس موقفي عندما رفعت القضية على زوجها، لكنه لم يطلقها لأنه كان يشرب -على قولهم- وخاف من الفضيحة أن لديها ابنة عمرها ثلاث سنوات وهي حامل ألا تخاف الله؟
حتى شقيق زوجي ووالده أخذوا مفتاح السيارة لكي أكتب ورقة بأني استلمت أغراضي، واتصلت بالشرطة وحلوا المشكلة، لكن زوجي لم يكن موجودا؛ لأنه كان بالعمل، وحماتي تهددني بأنها ستفضحني بشريط سجلته لي وأنا أشكو لها من زوجي، وأنا لم أقل شيئا خطأ، وهي التي نصحتني بالقضية وقتها.
أمي زاد مرضها، فالضغط والسكر دائما مرتفعان لديها، وأنا أعاني من الكآبة، إني أصلي دائما وأدعو الله بأن يأخذ حقي منهم، وأقرأ القرآن لكن دون جدوى، الحزن يلازمني، حتى أولاده لا يسأل عنهم، وأخاف من كلام الناس، علما أن الجميع يشهد بأخلاقي وجمالي، لكن الناس لا يرحمون المطلقات، إني أحبه كثيرا، وأتمنى أن يعيدني.
وأيضا: من مشاكلنا أنه لا يصلي ولا يغتسل من الجنابة، وقد كنت أنصحه دون جدوى، أنا أعاني كثيرا، أنا أحبه كثيرا، أصلي في جوف الليل وأدعو الله أن يعيده لي وأن يهديه، وحتى في الصلوات الخمس، لكن حالتي النفسية تزداد سوءا، ولا أحد يسمعني حتى أهلي، ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، الآن أهلي لن يوافقوا، لا يريدون التكلم بالموضوع، إني لا أتحمل لقب مطلقة ولا أستطيع الزواج من آخر؛ لأني لا أضمن إذا كان الآخر سيقبل بأبنائي، والحاسدون سيشمتون، بالرغم من أنني مسالمة، لكن الحسد لأنني تزوجت قبلهم، إني أتمنى أن يعيدني زوجي، أقسم أنني لم أرفع القضية إلا لأنني مضطرة بسبب هجره!
أرجوكم ساعدوني، أحس بأنني سأموت، أنا أحبه، ساعدوني، أيضا علمت بالصدفة أنه بعد الطلاق تعرف على فتاة أخرى، أعطاها خطي السابق، فقد أخذه المحامي الذي وكلته لأنه باسم طليقي حتى لا تحصل مشاكل، لكن طليقي أخرج نسخة منه وأعطى الخط لفتاة تعرف إليها، تعرفت عليها وأقسمت أنه لم يلمسها أبدا عندما خرجت معه، ووعدتني بأنها ستساعدني، فهو لم يخبرها بأنه متزوج، وقالت لي بأنها تعتبره مثل شقيقها، وهو كذلك كلمته وهو لا يعلم بصداقتي معها.
قمنا بعمل خطة، اتصلت عليه وأخبرته بأنني اتصلت عليها وأنها خائفة مني، فقال لها بأنه لا يعتقد أن أؤذيها، وسألته إن كان يحبني فقال بأنه حاقد علي بسبب القضية، فقالت: أكيد أنك لا تصرف عليها، فسكت، وقالت له: هل ترضى بأن ينادوا أبناءك بأولاد المطلقة؟ فقال: لا، لا أرضى، فقالت: ماذا لو تزوجت آخر؟ فقال: لماذا تتزوج آخر؟ فقالت: إنها حرة، فقالت بأنه كأنه أحس بالغيرة، وقال بأنه مشتاق للأبناء كثيرا.
كلمته مرة أخرى، فقد طلبت منها أن تكلمه لتسأله إن كان يحبني، فقالت له بأنها كلمتني وأني رجوتها أن لا تأخذه مني، ففرح لأني غرت عليه ونصحته بأن يعيدني، وأني سألغي القضية لو أعادني، وقالت له بأن ابني الكبير يسأل عنه ففرح كثيرا، وسألته إن كان يحبني فقال: نعم، إنه يحبني ويحب أولادي لكنه يريد أن يؤدبني وبعدها يعيدني بشروطه!
هذه الفتاة طيبة، ووعدتني أنها ستحاول أن تصلح بيننا، قد سمعنا قبل أيام أن هناك من تكلم عني، واتصلت أمي عليه وقالت له: لماذا تتكلمون عنا؟ فقال بأنه سيبحث عمن تكلم عني وسينتقم لي، فالناس لا دخل لهم بنا، فشكرته أمي، فقال بأنه مشتاق لأولادي، ويريد أن يراهم ،فقالت أمي بأنه يستطيع رؤيتهم، ساعدوني أنا أريده، فهل أستمر مع الفتاة التي ستصلح بيننا؟ فهي طيبه وتحاول إقناعه بالصلح، ساعدوني أنا مظلومة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يرده إليك، وأن تعود السعادة إلى حياتكم، وأن يجمع بينكم دائما على خير، وأن يذهب عنكم كيد الكائدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن تواصلي الدعاء والإلحاح على الله، ولا مانع من مواصلة الاستعانة بهذه الأخت ما دمت واثقة من أنها فعلا تريد لك الخير، وكرري عرضك عليها استعدادك للتنازل عن القضية من أجله، وأنك كنت مضطرة إلى هذا، وأنك تحبينه وتريدين أن يعيش الأولاد بينكما، وغير ذلك من الكلام الطيب الذي يريح النفس ويذهب عنها الكراهية والحقد.
واعلمي يا ابنتي أن الأمور كلها بيد الله، وأن الواجب علينا فقط أن نأخذ بالأسباب، مع الدعاء والإلحاح على الله، ثم ندع النتائج بعد ذلك كلها لله جل جلاله، فهو سبحانه أرحم بالإنسان من الوالدة بولدها، وهو سبحانه أعلم بما يصلح الإنسان وما يفسده، فعليك بالصبر وعدم العجلة، وواصلي الدعاء مع الاستعانة بهذه الأخت، وكم من حالات طلاق حدثت بل واستمرت لسنوات، ثم جمع الله بعد ذلك شمل الأسرة، وعادت المياه إلى مجاريها، ورفرفت السعادة على ديارهم!! فأحسني الظن بالله، وأكثري من الدعاء، واعلمي أن الله لا يخيب ظن عبده به.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق، وعودة السعادة والاستقرار إلى حياتكم، وأن يجمع بينكم ربي عاجلا على خير، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات