السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب تعرفت إلى فتاة منذ 5 سنوات، وتعلقت بها، لم أفعل الخطأ، وكانت العلاقة مجرد كلام، وفي الفترة الأخيرة تركت الحديث معها، وطلبت من والدي أن يخطبها لي، لم يقبل بحجة أن أعمامها ذوو سمعة ليست بجيدة، مع العلم أن الفتاة كانت خارج البلاد، ولم تعاشر أحدا من أقاربها، وليس فيها من طبائعهم، فهي مصلية، محجبة، وذات خلق، وأمي رفضت الفكرة لنفس السبب، فهل أنا مخطئ؟ كيف لي بها دون أن أجرح علاقتي بوالدي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.
لقد سررنا بعلاقتك النظيفة مع هذه الفتاة طيلة سنوات الدراسة، وسررنا أكثر لسلوك الطريق الشرعي في الارتباط بها، وهو طريق الزواج، غير أنك اصطدمت بعقبة والديك، وأنت تسأل عن كيفية التصرف حيال هذه العقبة، ونقول لك بالرغم من أن الله تعالى أمر بطاعة الوالدين، وشدد على ذلك في كتابه فقال: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، إلا أن الله تعالى أمر بمصاحبتهما بالمعروف، وعدم طاعتهما في الباطل، ولذلك يقول النبي ﷺ (إنما الطاعة بالمعروف).
والأولى لك في هذه الحالة أن تجمع بين برهما وبين الزواج من هذه الفتاة المتدينة، وذلك بإعادة السعي في إقناعهما، وتوسيط من يقنعهما في ذلك، ويمكنك البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعلهما يرفضان، فربما كانت لديهما تجارب سيئة، أو سمعا قصصا سيئة عن بعض أنواع الزواج، فهنا دورك يكون في تصحيح الصورة الذهنية وطمأنتهما.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.