نحن عائلة مصابة بالسحر ونحوه، وقد تسبب بانتحار أبي

0 37

السؤال

السلام عليكم.

نحن عائلة كلها تعاني من تعطيلات وعين وحسد منذ 15 سنة، أو أكثر، وخصوصا أن أبي كان مريضا نفسيا بسبب السحر، والظاهر أنه كان سحر تفريق، ومؤخرا انتحر خنقا -رحمه الله-.

فهل سيحاسب أبي على انتحاره، بالرغم من أنه كان مبتلى بمرض؟ وهل سيسامحنا الله؛ لأننا لم نستطع أن نفعل شيئا لمعالجته؟ إحساس اللوم والندم يخنقنا، رغم أننا لم نكن بحال أفضل، وهل السحر والتعطيلات سيلاحقنا طوال حياتنا؟

شكرا، ودعواتكم لأبي بالرحمة والمغفرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يعافيك، وأن يصرف عنك هذا الشر، إنه جواد كريم بر رحيم.

أولا: -أختنا الفاضلة-: السحر والحسد والعين كل هذا له علاج نافع بإذن الله، وفي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على ذلك، وفي آخر الاستشارة سنذكر لك ذلك بأمر الله.

ثانيا: إصابة الوالد -رحمه الله- بالسحر الذي أثر عليه، فما يدري ما يفعل ساعتها أو يقول، فليس منتحرا؛ وذلك لوجود مانع من موانع التكليف وهو "فقد العقل"، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق)، ونحن نرجو الله الكريم أن يكون هذا هو السبب، وأن يرحم أباكم، وأن يتقبله في الصالحين.

ثالثا: الله عز وجل يغفر الذنوب جميعا، فإن كنتم قد علمتم دواء للوالد وأهملتم مع وجود القدرة فلا شك أن هذا تقصير، ويجب التوبة منه.

أما إذا علمتم ولم تجدوا ما تعالجوه به، أو لم تعلموا أصلا بالدواء، فليس هناك تقصير منكم متعمد، وعلى كل فالتوبة الصادقة ماحية -إن شاء الله تعالى-، فأملي في الله خيرا، وأقبلي عليه تائبة، والله لا يرد عبدا احتمى به.

رابعا: السحر -أختنا- حقيقة واقعة، وقد قال تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون).

وهذه الحقيقة الواقعة لها علاج نافع -بإذن الله- موجود في كتاب ربنا وسنة نبينا، وهو الرقى الشرعية، مع الإيمان والتصديق واليقين: وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الاسترقاء بـ(قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن)، رواه مسلم.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه. والنفث: النفخ.

وتعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعوذتين لما سحره اليهود.

وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لمن رقى بالفاتحة: (وما يدريك أنها رقية)، رواه البخاري.

وعليه فالرقية الشرعية من الكتاب والسنة هي النافعة -بإذن الله-، ونحن ننصحك بما يلي:

أولا: الرقية بهذه الآيات لكل البيت:
1. الفاتحة.
2- الكرسي.
3- الإخلاص.
4- المعوذتان.
5- الآيتان في نهاية سورة البقرة.

ثانيا: قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، فإن لم تستطيعي فعلى الأقل سماعها كل ليلة، المهم أن يكون ذلك كل ليلة، ولا بد من الصبر والاستمرار -أختنا الفاضلة-.

ثالثا: المحافظة على الأذكار والأوراد الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويمكنك الاستعانة بكتاب (حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة).

رابعا: الرقية على الماء وصبها على كل فرد منكم، نافعة بإذن الله تعالى، وقد ذكر ابن القيم أثرا في ذلك عن أبي حاتم، عن ليث بن أبي سليم، قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر -بإذن الله- تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور.

والآيات هي قوله تعالى: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [يونس81]. وقوله: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) [الأعراف 118إلى120]. وقوله (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) [طه69]

وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حين سأل عن ذلك: ثبت في سنن أبي داود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض، وبهذا يعلم أن التداوي بالقراءة في الماء وصبه على المريض ليس محذورا من جهة الشرع إذا كانت القراءة سليمة.

ويمكنك الاستزادة حول هذه كلها من خلال كتاب الشيخ/ عبد الله الطيار (فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين)، وقد قدم له فضيلة الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-.

كما يمكنك الاستعانة بالمشايخ الذي يعالجون بالكتاب والسنة، وإن كنا نفضل أن تقوموا أنتم بذلك.

وعليك بالاستمرار على ذلك -أختنا- مع الصبر واليقين بالله، فهو الطريق لعلاج ما أنتم فيه.

نسأل الله أن يصرف عنكم ما ألم بكم، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات