أصدقاء أخي يجرونه إلى الحرام..هل أخبر والدي؟

0 0

السؤال

السلام عليكم

أعيش في بلد أوروبي مع أبي وأمي، وإخوة أصغر مني عمرا، أخي الذي بعمر ١٩ عاما دائم المشاكل، بدأت مشاكله منذ تعرفه على صديق كردي، فهو قليل التدين، وقد جر أخي إلى السرقة، ودخول السجن لمدة يوم، وقد عرفه على شباب آخرين، وأصبحوا يسهرون سويا طول الليل.

منذ كان بعمر ١٧ سنة، وهو يسوق سيارة أبي ويتجول بها مع أصدقائه، ولا يعود إلى المنزل حتى شروق الشمس.

أنا للأسف كنت كثيرة الانتقاد له، ودائما أتشاجر معه، ووالداي كانا يتحملان كل مشاكله، ويصبران خوفا من أن يترك المنزل، ويسهل عليه ارتكاب الأخطاء، ونحن في بلد أوروبي، يدعمون الأطفال كثيرا لتركهم منازل أهاليهم.

آخر مشاكله كانت منذ فترة قصيرة، حيث اكتشفت أنه على علاقة مع بنت غير مسلمة، ويكذب على والدي، ويقول إنه ينام عند أصدقائه، ولكنه ينام في منزلها.

لا أعلم ماذا أفعل! هل أخبر والدي بهذا الأمر أم لا؟ والدي قد كبر بالعمر، وهو متعب من أخي كثيرا، ويحاول تجاهل كل أفعاله، لأنه لا فائدة منه، وخوفه واهتمامه قد كرسه لأخي الأصغر سنا؛ كي يستطيع السيطرة عليه، ولا يصبح شبيها بأخيه الأكبر.

هل يجب علي إخبار والدي بما يحدث من وراء ظهره، أم يجب علي الستر على أخي، رغم تماديه بأفعاله وعدم الإصغاء إلي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الشقيق، ونسأل الله أن يهديه إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال بإخبار الوالد في ظروفه الصحية، ولكن نؤيد فكرة الاستمرار في النصح لأخيك، والمتابعة له، وتهديده أيضا بأنك ستخبرين الوالد، استخدام هذه العلاجات قبل أن تصلي إلى مرحلة إخبار الوالد من الأمور المهمة جدا، لكن إذا كانت كل هذه الحلول لم تثمر، فيمكن إدخال آخرين من أعمام وأخوال، أي واحد من المحارم يمكن أن يؤثر عليه، إذا كان يوجد في هؤلاء من يستطيع أن يوجه وينصح ويرشد، فأرجو أن تكون البداية بهم قبل أن تدخلي الوالد، الذي كما قلت: لا يستطيع أن يواجه مثل هذه الصدمات.

أما إذا استمر وتمادى ولم تجدي حلا، وأخبرته أنك ستخبرين الوالد، فأرجو أن تختاري الوقت المناسب، وتطالبي الوالد أن يعمل له حلا، دون أن تخبريه أولا بأن الأمر خطير، وأن البيئة خطيرة، وإنما ينبغي أن تتكلموا معه وتحرصوا على أن ينام في البيت... إلى غير ذلك من الكلام.

إن أصر ورفض؛ فينبغي أن تبيني لهم هذا الذي يحدث، وخطورة الأمر الذي يقوم به، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي شبابنا وشباب المسلمين لما يحبه ربنا ويرضاه، ونحب أن نذكر أسرتكم وكل الأسر المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب بضرورة أن ينحازوا لبيئاتهم؛ حفاظا على دينهم، وحفاظا على قيمهم وثوابتهم.

نسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يبعد عن بلاد المسلمين الشرور والحروب، وأن يرد إخواننا في بلاد الغربة إلى ديارهم آمنين سالمين، حتى يقيموا دين الله تبارك وتعالى في بيوتهم وفي حياتهم.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات